{وَإِذَا وَقَعَ} وجب {ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم} بالسخط والعذاب. {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ} بين الصفا والمروة وهي عصا موسى ويقال معها عصا موسى {تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا} بآيات ربنا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ويقال بخروج الدابة {لاَ يُوقِنُونَ} لا يصدقون وإن قرأت بنصب التاء تضربهم وتجرحهم {وَيَوْمَ} وهو يوم القيامة {نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ} من كل أهل دين {فَوْجاً} جماعة {مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا} بكتابنا ورسولنا {فَهُمْ يُوزَعُونَ} يقول يحبس أولهم على آخرهم {حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوا} اجتمعوا {قَالَ} الله لهم {أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي} بكتابي ورسولي {وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً} يقول جحدتم ولم تعلموا أنها ليست مني {أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} في الكفر والشرك {وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ} وجب القول {عَلَيْهِمْ} بالسخط والعذاب {بِمَا ظَلَمُواْ} بكفرهم وشركهم {فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ} لا يجيبون {أَلَمْ يَرَوْاْ} كفار مكة {أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ} مسكناً {لِيَسْكُنُواْ} ليستقروا {فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً} مضيئاً مطلباً لمعايشتهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ} فيما فعلنا بهم {لآيَاتٍ} لعلامات {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يصدقون {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ} وهي نفخة الموت {فَفَزِعَ} مات من {مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ} من الملائكة {وَمَن فِي ٱلأَرْضِ} من الخلق {إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ} من أهل السماء جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فإنهم لا يموتون في النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك {وَكُلٌّ} يعني أهل السماء وأهل الأرض {أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} يأتون إلى الله يوم القيامة صاغرين ذليلين {وَتَرَى ٱلْجِبَالَ} يا محمد في النفخة الأولى {تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} ساكنة مستقرة {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ} في الهواء {صُنْعَ ٱللَّهِ} هذا فعل الله بخلقه {ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ} أحكم {كُلَّ شَيْءٍ} من الخلق {إِنَّهُ خَبِيرٌ} عالم {بِمَا تَفْعَلُونَ} من الخير والشر {مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ} من جاء يوم القيامة بلا إله إلا الله مخلصاً بها {فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} فخيره كله منها ومن قبلها.
{وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} وهم آمنون من الفزع والعذاب إذا أطبقت النار {وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ} بالشرك بالله {فَكُبَّتْ} قلبت {وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ} في الآخرة {إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} في الدنيا قل يا محمد {إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ} أوحد {رَبِّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ} يعني مكة {ٱلَّذِي حَرَّمَهَا} جعلها حرماً {وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ} من الخلق {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ} مع المسلمين على دينهم.