التفاسير

< >
عرض

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٨
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
٦٩
وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ وَلَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٧٠
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ
٧١
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ
٧٢
وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٧٣
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٧٤
وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٧٥
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ
٧٦
-القصص

تفسير القرآن

{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { وَيَخْتَارُ } من خلقه بالنبوة من يشاء يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { مَا كَانَ لَهُمُ } لأهل مكة { ٱلْخِيَرَةُ } الاختيار { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { وَتَعَالَىٰ } تبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } ما تضمر قلوبهم من البغض والعداوة { وَمَا يُعْلِنُونَ } ما يظهرون من المعاصي { وَهُوَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا ولد له ولا شريك له { لَهُ ٱلْحَمْدُ } له الشكر { فِي ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } على أهل الأرض والسماء ويقال له الحمد والمنة والفضل والإحسان في الأولى والآخرة على أهل الدنيا والآخرة { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } القضاء بينهم { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت { قُلْ } لهم يا محمد لأهل مكة { أَرَأَيْتُمْ } ما تقولون يا معشر الكفار { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ } إن ترك الله عليكم الليل مظلماً { سَرْمَداً } دائماً { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } لا نهار فيه { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } سوى الله { يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } بنهار { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } أفلا تطيعون من جعل لكم الليل والنهار { قُلْ } لهم يا محمد أيضاً { أَرَأَيْتُمْ } ما تقولون { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ } إن ترك الله عليكم { ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً } دائماً { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } لا ليل فيه { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } سوى الله { يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } تستقرون فيه { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } أفلا تصدقون من جعل لكم خلق لكم الليل والنهار { وَمِن رَّحْمَتِهِ } نعمته { جَعَلَ لَكُمُ } خلق لكم { ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } لتستقروا في الليل { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } لكي تطلبوا بالنهار فضله بالعلم والعبادة { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا نعمته عليكم بالليل والنهار { وَيَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } تقولون إنهم شركائي { وَنَزَعْنَا } أخرجنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } نبياً يشهد عليهم بالبلاغ وهو نبيهم الذي كان فيهم في الدنيا { فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } حجتكم لماذا رددتم على الرسل { فَعَلِمُوۤاْ } علم كل أمة { أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } أن عبادة الله ودين الله الحق وأن القضاء فيهم لله { وَضَلَّ عَنْهُمْ } اشتغل عنهم بأنفسهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعبدون بالكذب { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } ابن عم موسى { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } فتطاول على موسى وهارون وقومهما فقال لموسى الرسالة ولهارون الحبورة ولست في شيء لا أرضى بهذا ورد على موسى نبوته { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { مِنَ ٱلْكُنُوزِ } يعني الأموال { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ } مفاتيح خزائنه { لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ } لتثقل بالجماعة { أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ } ذوي القوة وهم أربعون رجلاً يحملون مفاتيح خزائنه { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } قوم موسى { لاَ تَفْرَحْ } لا تبطر بالمال وتشرك { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } البطرين في المال.