التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ
٢
وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ
٣
أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
٤
مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٥
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ
٦
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٧
وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٨
-العنكبوت

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤـمۤ } يقول أنا الله أعلم ويقال قسم أقسم به بقوله { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ } أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { أَن يُتْرَكُوۤاْ } يمهلوا بعد محمد صلى الله عليه وسلم { أَن يَقُولُوۤاْ } بأن يقولوا { آمَنَّا } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } لا يبتلون بالهوى والبدعة وانتهاك المحارم { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ابتلينا الذين من قبل أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام بعد النبيين بالهوى والبدعة وانتهاك المحارم { فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ } لكي يرى الله ويميز { ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } في إيمانهم باجتناب الهوى والبدعة وترك المحارم { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } يعني المكذبين في إيمانهم بالهوى والبدعة وانتهاك المحارم ثم نزل في أبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة وعتبة وشيبة ابني ربيعة الذين بارزوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وحمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وعبيدة بن المطلب يوم بدر وتفاخر بعضهم على بعض فقال { أَمْ حَسِبَ } أيظن { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } في الشرك بالله { أَن يَسْبِقُونَا } أن يفوتوا من عذابنا { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس ما يقضون ويظنون لأنفسهم ذلك { مَن كَانَ يَرْجُو } يخاف { لِقَآءَ ٱللَّهِ } البعث بعد الموت { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } البعث بعد الموت { لآتٍ } لكائن { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالة كلا الفريقين يوم بدر { ٱلْعَلِيمُ } بما يصيبهم ثم نزل في علي وصاحبيه بما افتخروا فقال { وَمَن جَاهَدَ } في سبيل الله يوم بدر { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } فله بذلك الثواب { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } عن جهاد العالمين { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } علي وصاحباه { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } لنمحصن عنهم ذنوبهم دون الكبائر { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في جهادهم { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ } أمرنا الإنسان سعد بن أبي وقاص { بِوَالِدَيْهِ } بمالك وحمنة بنت أبي سفيان { حُسْناً } براً بهما { وَإِن جَاهَدَاكَ } أمراك وأراداك { لِتُشْرِكَ } لتعدل { بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أنه شريكي ولك علم أنه ليس لي شريك { فَلاَ تُطِعْهُمَآ } في الشرك وكان أبواه مشركين { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } مرجعك ومرجع أبويك { فَأُنَبِّئُكُم } فأخبركم { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الخير والشر في الكفر والإيمان.