{وَإِن تُكَذِّبُواْ} بمحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة يا معشر قريش {فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ} رسلهم بالرسالة فأهلكناهم {وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ} تبليغ الرسالة عن الله {ٱلْمُبِينُ} يبين لهم بلغة يعلمونها {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} يخبروا كفار مكة في الكتاب {كَيْفَ يُبْدِيءُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ} من النطفة {ثُمَّ يُعِيدُهُ} يوم القيامة {إِنَّ ذٰلِكَ} إبداءه وإعادته {عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ} هين {قُلْ} يا محمد {سِيرُواْ} سافروا {فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ} الله {ٱلْخَلْقَ} من النطفة وأهلكهم بعد ذلك {ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ} يخلق الله الخلق يوم القيامة {إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ} من الخلق والبعث والموت والحياة {قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} يميت من يشاء على الكفر فيعذبه {وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ} يميت من يشاء على الإيمان فيرحمه {وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} ترجعون بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم {وَمَآ أَنتُمْ} يا أهل مكة {بِمُعْجِزِينَ} بفائتين من عذاب الله {فِي ٱلأَرْضِ} من أهل الأرض {وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ} ولا من أهل السماء. {وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ} من عذاب الله {مِن وَلِيٍّ} قريب ينفعكم {وَلاَ نَصِيرٍ} مانع يمنعكم من عذاب الله {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني اليهود والنصارى وسائر الكفار {وَلِقَآئِهِ} وكفروا بالبعث بعد الموت {أُوْلَـٰئِكَ} أهل هذه الصفة {يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي} من جنتي وهم اليهود والنصارى أن يكون في الجنة الأكل والشرب والجماع من جنته {وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} لم يكن جواب قوم إبراهيم حيث دعاهم إلى الله تعالى {إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} بالنار {فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ} سالماً {إِنَّ فِي ذٰلِكَ} فيما فعلنا بقوم إبراهيم {لآيَاتٍ} لعبرات {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {وَقَالَ} إبراهيم لقومه {إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ} عبدتم {مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً} أحجاراً {مَّوَدَّةَ} صلة {بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا} لا تبقى {ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} يتبرأ بعضكم من بعض {وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ} مصيركم {ٱلنَّارُ} يعني العابد والمعبود {وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ} من مانعين من عذاب الله {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} فقال له لوط صدقت يا إبراهيم {وَقَالَ} إبراهيم {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ} راجع إلى طاعة ربي وخرج من حران إلى فلسطين {إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ} بالنقمة منهم {ٱلْحَكِيمُ} حكم التحويل من بلد إلى بلد لقبل سلامة أمر الدين والزيادة.