التفاسير

< >
عرض

وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
١٨
أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِئُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
١٩
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٠
يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ
٢١
وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
٢٢
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٢٣
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٢٤
وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٢٥
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢٦
-العنكبوت

تفسير القرآن

{ وَإِن تُكَذِّبُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة يا معشر قريش { فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } رسلهم بالرسالة فأهلكناهم { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } تبليغ الرسالة عن الله { ٱلْمُبِينُ } يبين لهم بلغة يعلمونها { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يخبروا كفار مكة في الكتاب { كَيْفَ يُبْدِيءُ ٱللَّهُ ٱلْخَلْقَ } من النطفة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } يوم القيامة { إِنَّ ذٰلِكَ } إبداءه وإعادته { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } هين { قُلْ } يا محمد { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ } الله { ٱلْخَلْقَ } من النطفة وأهلكهم بعد ذلك { ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِىءُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلآخِرَةَ } يخلق الله الخلق يوم القيامة { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الخلق والبعث والموت والحياة { قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } يميت من يشاء على الكفر فيعذبه { وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ } يميت من يشاء على الإيمان فيرحمه { وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } ترجعون بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { وَمَآ أَنتُمْ } يا أهل مكة { بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله { فِي ٱلأَرْضِ } من أهل الأرض { وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } ولا من أهل السماء. { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعكم { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع يمنعكم من عذاب الله { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني اليهود والنصارى وسائر الكفار { وَلِقَآئِهِ } وكفروا بالبعث بعد الموت { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي } من جنتي وهم اليهود والنصارى أن يكون في الجنة الأكل والشرب والجماع من جنته { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } لم يكن جواب قوم إبراهيم حيث دعاهم إلى الله تعالى { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ } بالنار { فَأَنْجَاهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ } سالماً { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما فعلنا بقوم إبراهيم { لآيَاتٍ } لعبرات { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَقَالَ } إبراهيم لقومه { إِنَّمَا ٱتَّخَذْتُمْ } عبدتم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً } أحجاراً { مَّوَدَّةَ } صلة { بَيْنِكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } لا تبقى { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ } يتبرأ بعضكم من بعض { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ } مصيركم { ٱلنَّارُ } يعني العابد والمعبود { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } فقال له لوط صدقت يا إبراهيم { وَقَالَ } إبراهيم { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } راجع إلى طاعة ربي وخرج من حران إلى فلسطين { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة منهم { ٱلْحَكِيمُ } حكم التحويل من بلد إلى بلد لقبل سلامة أمر الدين والزيادة.