التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥١
قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٥٢
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٥٣
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ
٥٤
يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٥٥
يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ
٥٦
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
٥٧
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
٥٨
ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٥٩
وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦٠
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٦١
-العنكبوت

تفسير القرآن

{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ } أهل مكة يا محمد آية لنبوتك { أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { يُتْلَىٰ } يقرأ { عَلَيْهِمْ } بالأمر والنهي وأخبار الأمم { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } في الذي أنزلت إليك جبريل به يعني القرآن { لَرَحْمَةً } من العذاب لمن آمن به { وَذِكْرَىٰ } موعظة { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { قُلْ } لهم يا محمد { كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً } بأني رسوله { يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْبَاطِلِ } بالشيطان { وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } المغبونون بالعقوبة يعني أبا جهل وأصحابه { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } يا محمد { بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى } وقت معلوم { لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ } قبل وقته { وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً } فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بنزوله { يَسْتَعْجِلُونَكَ } يا محمد { بِٱلْعَذَابِ } في الدنيا { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ } ستحيط { بِٱلْكَافِرِينَ } وهي تجمعهم جميعاً { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ } يأخذهم { ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ } من فوق رؤوسهم { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } إذا ألقوا في النار { وَيِقُولُ } لهم { ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } بما كنتم تعملون وتقولون في الكفر { يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وأصحابهم { إِنَّ أَرْضِي } أرض المدينة { وَاسِعَةٌ } آمنة فاخرجوا إليها { فَإِيَّايَ فَٱعْبُدُونِ } فأطيعوني { كُلُّ نَفْسٍ } منفوسة { ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } تذوق الموت { ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ } لننزلنهم في الجنة { غُرَفَاً } علالي { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة { نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } ثواب العاملين { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على أمر الله والمرازي { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لا على غيره فلما أمرهم الله بالهجرة إلى المدينة قالوا ليس لنا بها أحد يؤوينا ويطعمنا ويسقينا فقال { وَكَأَيِّن } وكم { مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } لغد إلا النملة فإنها تجمع لسنة { ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا } من تحمل ومن لا تحمل { وَإِيَّاكُمْ } يا معشر المؤمنين { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتكم من يرزقنا { ٱلْعَلِيمُ } بأرزاقكم يعلم من أين يرزقكم { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعني كفار مكة { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَسَخَّرَ } ذلل { ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { ٱللَّهُ } خلق سخر وذلل { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } فمن أين يكذبون على الله.