{رَبَّنَا} ويقولون أيضاً يا ربنا {لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} لا تمل قلوبنا عن دينك {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} لدينك {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً} ثبتنا على دينك {إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ} للمؤمنين الذين قبلنا ويقال الوهاب النبوة والإسلام لمحمد {رَبَّنَآ} ويقولون يا ربنا {إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ} بعد الموت {لِيَوْمٍ} في يوم {لاَّ رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ} البعث بعد الموت والحساب والصراط والميزان والجنة والنار {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} يعني كعب بن الأشرف وأصحابه ويقال أبو جهل وأصحابه {لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} كثرة أموالهم {وَلاَ أَوْلاَدُهُم} كثرة أولادهم {مِّنَ ٱللَّهِ} من عذاب الله {شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ} حطب النار {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} كصنع آل فرعون ويقول صنع بك قومك كذبوك وشتموك كما صنع قوم موسى بموسى كذبوه وشتموه ونصنع بهم يوم بدر كما صنعنا بقوم موسى يوم الغرق {وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من قبل قوم موسى {كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بالكتاب والرسول الذي بعثنا إليهم {فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ} أهلكهم الله {بِذُنُوبِهِمْ} بتكذيبهم {وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ} إذا عاقب {قُلْ} يا محمد {لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ} كفار مكة {سَتُغْلَبُونَ} تقتلون يوم بدر {وَتُحْشَرُونَ} يوم القيامة {إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ} الفراش والمصير {قَدْ كَانَ لَكُمْ} يا أهل مكة {آيَةٌ} علامة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم {فِي فِئَتَيْنِ} جمعين جمع محمد وجمع أبي سفيان {ٱلْتَقَتَا} يوم بدر {فِئَةٌ} جماعة {تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ} في طاعة الله محمد وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً {وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ} وجماعة أخرى كافرة بالله والرسول أبو سفيان وأصحابه وكانوا تسعمائة وخمسين رجلاً {يَرَوْنَهُمْ} يرون أنفسهم {مِّثْلَيْهِمْ} مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم {رَأْيَ ٱلْعَيْنِ} عياناً ظاهراً بالعين ويقال لها وجه آخر يقول {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} بني قريظة والنضير بالقتل والإجلاء {وَتُحْشَرُونَ} بعد الموت {إِلَى جَهَنَّمْ وَبِئْسَ المِهَاد} الفراش والمصير أخبرهم بذلك قبل بدر بسنتين ثم نزل
{قَدْ كَانَ لَكُمْ} يا معشر اليهود {آيةٌ} علامة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم {فِي فِئَتَيْنِ} جمعين جمع محمد وجمع أبي سفيان {الْتَقَتَا} يوم بدر {فِئَةٌ} جماعة محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه {تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ} في طاعته {وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} وجماعة أخرى {كَافِرَةٌ} بالله والرسول أبو سفيان وأصحابه {يَرَوْنَهُم} رأيتموهم يا معشر اليهود {مِّثْلَيْهِمْ} مثل أصحاب محمد {رَأْيَ الْعَيْنِ} عياناً ظاهراً {وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ} يقوي {بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ} يعني محمداً {إِنَّ فِي ذٰلِكَ} في نصرة الله لمحمد يوم بدر {لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ} في الدين يعني المؤمنين ويقال لمن أبصر بالعين ثم ذكر ما زين للكفار من نعيم الدنيا فقال {زُيِّنَ لِلنَّاسِ} حسن للناس في قلوبهم {حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ} اللذات {مِنَ ٱلنِّسَاءِ} يعني من الإماء والنساء {وَٱلْبَنِينَ} يعني العبيد والبنين {وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ} يعني الأموال المجموعة {مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ} ويقال يعني الأموال المضروبة المنقشة من الذهب والفضة والقنطار واحد وهو ملء مسك ثور ذهباً أو فضة ويقال ألف ومائتا مثقال والقناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة {وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ} يعني الخيل الرواتع الحسان المعلمة {وَٱلأَنْعَامِ} يعني الغنم والبقر والإبل {وَٱلْحَرْثِ} يعني الزرع والمزرعة {ذٰلِكَ} الذي ذكرت {مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا} منفعة للناس في الدنيا ثم تفنى ويقال ذلك هذا الذي ذكرت متاع الحياة الدنيا يقول بقاؤه كبقاء متاع البيت مثل القدح والسكرجة وغير ذلك {وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ} المرجع في الآخرة يعني الجنة لمن ترك ذلك ثم بيَّن نعيم الآخرة وبقاءها وفضلها كما بيَّن نعيم الدنيا.