{قَدْ خَلَتْ} قد مضت في الأمم الذين مضوا {مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} بالثواب والمغفرة لمن تاب والعذاب والهلاك لمن لم يتب {فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ} وتفكروا {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ} كيف صار آخر أمر {ٱلْمُكَذِّبِينَ} بالرسل الذين لم يتوبوا من تكذيبهم {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ} هذا القرآن بيان بالحلال والحرام للناس {وَهُدًى} من الضلالة {وَمَوْعِظَةٌ} عظة ونهي {لِّلْمُتَّقِينَ} الكفر والشرك والفواحش، ثم عزاهم فيما أصابهم يوم أحد فقال {وَلاَ تَهِنُوا} لا تضعفوا مع عدوكم {وَلاَ تَحْزَنُوا} على ما فاتكم من الغنائم يوم أحد ولا على ما أصابكم من القتل والجراحة {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} آخر الأمر لكم بالنصرة والدولة {إِنْ كُنْتُمْ} إذ كنتم {مُّؤْمِنِينَ} أن النصرة والدولة من الله {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} إن أصابكم جرح يوم أحد {فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ} فقد أصاب أهل مكة يوم بدر {قَرْحٌ} جرح {مِّثْلُهُ} مثل ما أصابكم يوم أحد {وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ} أيام الدنيا {نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ} بالدولة نديل المؤمنين على الكافرين والكافرين على المؤمنين {وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ} لكي يرى الله {ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} في زمن الجهاد {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ} يكرم من يشاء منكم بالشهادة {وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ} المشركين ودينهم ودولتهم {وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ} لكي يغفر الله {ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بما يصيبهم في الجهاد {وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ} يهلك الكافرين في الحرب {أَمْ حَسِبْتُمْ} أظننتم يا معشر المؤمنين {أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ} بلا قتال {وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ} لم ير الله {ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ} يوم أحد في سبيل الله {وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ} ولم ير الصابرين على قتال عدوهم مع نبيهم يوم أحد {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ} في الحرب {مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ} يوم أحد {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} القتال والحرب يوم أحد {وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} إلى سيوف الكفار فانهزمتم منهم ولم تثبتوا مع نبيكم. ثم نزل في مقالتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلغنا يا نبي الله أنك قد قتلت فلذلك انهزمنا فقال الله {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ} قد مضت من قبل محمد {ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ} محمد {أَوْ قُتِلَ} في سبيل الله {ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ} أترجعون أنتم إلى دينكم الأول {وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ} يرجع إلى دينه الأول {فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ} فلن ينقص الله رجوعه {شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ} المؤمنين بإيمانهم وجهادهم {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ} يقول لا تموت نفس {إِلاَّ بِإِذْنِ الله} بإرادة الله وقضائه {كِتَاباً مُّؤَجَّلاً} مؤقتاً كتابة أجله ورزقه سواء لا يسبق أحدهما صاحبه {وَمَن يُرِدْ} بعمله وجهاده {ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا} منفعة الدنيا {نُؤْتِهِ مِنْهَا} نعطه من الدنيا ما يريد وما له في الآخرة من نصيب {وَمَن يُرِدْ} بعمله وجهاده {ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ} منفعة الآخرة {نُؤْتِهِ مِنْهَا} نعطه من الآخرة ما يريد {وَسَنَجْزِي ٱلشَّاكِرِينَ} المؤمنين بإيمانهم وجهادهم.