قال لأصحاب محمد { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَكُونُواْ } في الحرب { كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في السر يعني عبد الله بن أبي وأصحابه في الطريق إلى المدينة { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } المنافقين { إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } إذا خرجوا مع أصحاب محمد في سفر { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } أو خرجوا في غزاة مع نبيهم { لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا } في المدينة { مَا مَاتُواْ } في سفرهم { وَمَا قُتِلُواْ } في غزاتهم { لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ } يقول ليجعل الله ذلك الظن { حَسْرَةً } حزناً { فِي قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ يُحْيِـي } في السفر { وَيُمِيتُ } في الحضر { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تقولون { بَصِيرٌ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يا معشر المنافقين { أَوْ مُتُّمْ } في بيوتكم وكنتم مخلصين { لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ } لذنوبكم { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { خَيْرٌ } لكم { مِّمَّا يَجْمَعُونَ } في الدنيا من الأموال { وَلَئِنْ مُّتُّمْ } في حضر أو سفر { أَوْ قُتِلْتُمْ } في غزاة { لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } بعد الموت { فَبِمَا رَحْمَةٍ } فبرحمة { مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ } جانبك وجناحك { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً } باللسان { غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ } غليظاً بالقلب { لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } لتفرقوا من عندك { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } عن أصحابك في شيء يكون منهم { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ } من ذلك الذنب { وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } في أمر الحرب { فَإِذَا عَزَمْتَ } صرفت على شيء { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } بالنصر والدولة { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } عليه { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ } مثل يوم بدر { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } فلا يغلب عليكم أحد من عدوكم { وَإِن يَخْذُلْكُمْ } مثل يوم أحد.
{ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم } على عدوكم { مِّنْ بَعْدِهِ } من بعد خذلانه { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله بالنصرة والدولة. ثم ذكر ظنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقسم لنا من الغنائم شيئاً ولقبل ذلك تركوا المركز فقال { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ } ما جاز لنبي { أَنْ يَغُلَّ } أن يخون أمته في الغنائم وإن قرأت أن يغل يقول أن تخونه أمته { وَمَن يَغْلُلْ } من الغنائم شيئاً { يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } حاملاً له على عنقه { ثُمَّ تُوَفَّىٰ } توفر { كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } بما عملت من الغلول وغيره { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَ ٱللَّهِ } في أخذ الخمس وترك الغلول { كَمَن بَآءَ بِسَخْطٍ مِّنَ ٱللَّهِ } كمن استوجب عليهم سخط الله بالغلول { وَمَأْوَاهُ } مصير الغال { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } صاروا إليه.