التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
١٥
ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٦
ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ
١٧
شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١٨
إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
١٩
-آل عمران

تفسير القرآن

{ قُلْ } يا محمد للكفار { أَؤُنَبِّئُكُم } أخبركم { بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ } مما ذكرت لكم من زينة الدنيا { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } الكفر والشرك والفواحش يعني أبا بكر وأصحابه { عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ } بساتين { تَجْرِي } تطَّرد { مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والعسل واللبن والماء { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } ولهم أزواج مهذبة من الحيض والأدناس { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ } ورضا ربهم أكبر مما هم فيه من النعيم { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } بالمؤمنين وبمكانهم في الجنة وبأعمالهم في الدنيا ثم وصفهم فقال { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } في الدنيا { رَبَّنَآ } يا ربنا { إِنَّنَآ آمَنَّا } بك وبرسولك { فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } في الجاهلية وما بعد الجاهلية { وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } ادفع عنا عذاب النار { ٱلصَّابِرِينَ } على أداء فرائض الله واجتناب معاصيه ويقال الصابرين على المرازي { وَٱلصَّادِقِينَ } في إيمانهم { وَٱلْقَانِتِينَ } المطيعين لله وللرسول { وَٱلْمُنفِقِينَ } أموالهم في سبيل الله { وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ } المصلين { بِٱلأَسْحَارِ } التطوع ثم وحد نفسه فقال { شَهِدَ ٱللَّهُ } وإن لم يشهد أحد غيره { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ } يشهدون بذلك { وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ } والنبيون والمؤمنون يشهدون بذلك { قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ } بالعدل { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمُ } أمر أن لا يعبد غيره { إِنَّ الدِّينَ } المرضي { عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ } ويقال شهد الله أن الدين عند الله الإسلام مقدم ومؤخر وشهد بذلك الملائكة والنبيون والمؤمنون. نزلت هذه الآية في رجلين من أهل الشام طلبا من النبي صلى الله عليه وسلم أي شهادة أكبر في كتاب الله فبين الله ذلك فأسلما { وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب يعني اليهود والنصارى في الإسلام ومحمد { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } بيان ما في كتابهم { بَغْياً بَيْنَهُمْ } حسداً بينهم { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ }
بمحمد والقرآن { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } شديد العقاب ثم ذكر خصومتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في دين الإسلام.