التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ
٤٠
قَالَ رَبِّ ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ
٤١
وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٤٢
يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ
٤٣
ذٰلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
٤٤
إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٤٥
وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٤٦
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٧
-آل عمران

تفسير القرآن

{ قَالَ رَبِّ } قال زكريا لجبريل يا سيدي { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } من أين يكون لي ولد { وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ } وقد أدركني الكبر { وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ } عقيم لا تلد { قَالَ } جبريل { كَذَلِكَ } كما قلت لك { ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { قَالَ } زكريا { رَبِّ } أي يا رب { ٱجْعَلْ لِّيۤ آيَةً } علامة في حبل امرأتي { قَالَ آيَتُكَ } علامتك في حبل امرأتك { أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ } لا تقدر أن تكلم الناس { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } من غير خرس { إِلاَّ رَمْزاً } إلا تحريكاً بالشفتين والحاجبين والعينين واليدين ويقال إلا كتابة على الأرض { وَٱذْكُر رَّبَّكَ } باللسان والقلب { كَثِيراً } على كل حال { وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } صل غدوة وعشياً كما كنت تصلي { وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ } يعني جبريل { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَاكِ } يقال اختارك بالإسلام والعبادة { وَطَهَّرَكِ } من الكفر والشرك والأدناس ويقال أنجاك من القتل { وَٱصْطَفَاكِ } اختارك { عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانك بولادة عيسى { يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ } أطيعي لربك شكراً لذلك ويقال أطيلي القيام في الصلاة شكراً لربك { وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي } معناه واركعي واسجدي أمر بالركوع والسجود { مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } مع أهل الصلاة { ذٰلِكَ } هذا الذي ذكرت من خبر مريم وزكريا { مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ } من أخبار الغائب عنك يا محمد { نُوحِيهِ إِلَيكَ } يقول نرسل جبريل به إليك { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } يعني عند الأحبار { إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ } في جري الماء { أَيُّهُمْ يَكْفُلُ } يأخذ { مَرْيَمَ } للتربية { وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ } عندهم { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } يتكلمون بالحجة لتربية مريم { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } يعني جبريل { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } بولد يكون بكلمة من الله مخلوقاً { ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ } يسمى المسيح لأنه يسيح في البلدان ويقال المسيح الملك { عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا } له القدر والمنزلة في الدنيا عند الناس { وَٱلآخِرَةِ } وفي الآخرة عند الله له القدر والمنزلة { وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } إلى الله في جنة عدن { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر ابن أربعين يوماً إني عبد الله ومسيحه { وَكَهْلاً } بعد ثلاثين سنة بالنبوة { وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين { قَالَتْ رَبِّ } قالت مريم لجبريل يا سيدي { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ } من أين يكون لي غلام ولد { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } بالحلال ولا بالحرام { قَالَ } جبريل { كَذَلِكَ } كما قلت لك { ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } إذا أراد أن يخلق ولداً منك بلا أب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ولداً بلا أب.