{ وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابَ } كتب الأنبياء ويقال الكتابة { وَٱلْحِكْمَةَ } الحلال والحرام ويقال حكمة الأنبياء قبله { وَٱلتَّوْرَاةَ } في بطن أمه { وَٱلإِنْجِيلَ } بعد خروجه من بطن أمه { وَرَسُولاً } بعد ثلاثين سنة { إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } فلما جاءهم قال { أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ } بعلامة { مِّن رَّبِّكُمْ } لنبوتي قالوا وما العلامة { قَالَ أَنِيۤ أَخْلُقُ } إني أصور { لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } كشبه الطير { فَأَنفُخُ فِيهِ } كنفخ النائم { فَيَكُونُ طَيْراً } فيصير طيراً يطير بين السماء والأرض { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بأمر الله فصور لهم خفاشاً فقالوا هذا سحر فهل عندك غيره قال نعم { وَأُبْرِىءُ } أصحح { ٱلأَكْمَهَ } الذي ولد أعمى { وٱلأَبْرَصَ } أيضاً { وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } باسم الله الأعظم يا حي يا قيوم فلما فعل ذلك قالوا هذا سحر فهل عندك غيره قال نعم { وَأُنَبِّئُكُمْ } أخبركم { بِمَا تَأْكُلُونَ } غدوة وعشية { وَمَا تَدَّخِرُونَ } ترفعون من غداء لعشاء ومن عشاء لغداء { فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما قلت لكم { لآيَةً } لعلامة { لَّكُمْ } لنبوتي { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } مصدقين { وَمُصَدِّقاً } وجئتكم موافقاً بالتوحيد بالدين { لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } قبلي من التوراة وسائر الكتب { وَلأُحِلَّ لَكُم } أرخص وأبين لكم { بَعْضَ ٱلَّذِي } تحليل بعض الذي { حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } مثل لحم الإبل وشحوم البقر والغنم والسبت وغير ذلك. { وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ } بعلامة { مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فاخشوا الله فيما أمركم به وتوبوا إليه { وَأَطِيعُونِ } واتبعوا أمري وديني { إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي } هو ربي { وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ } فوحدوه { هَـٰذَا } التوحيد { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام { فَلَمَّآ أَحَسَّ } علم { عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ } ورأى منهم القتل حين أرادوا قتله ويقال { أَحَسَّ } سمع منهم تكرار الكفر { قَالَ } عيسى { مَنْ أَنصَارِيۤ } من أعواني { إِلَى ٱللَّهِ } مع الله على أعدائه { قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ } أصفياؤه القصارون وهم اثنا عشر رجلاً { نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ } أعوانك مع الله على أعدائه { آمَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ } اعلم أنت يا عيسى { بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } مقرون لله بالعبادة والتوحيد { رَبَّنَآ } يا ربنا { آمَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ } من الكتاب يعني الإنجيل { وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ } دين الرسول عيسى { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } فاجعلنا مع السابقين الأولين الذين شهدوا قبلنا ويقال فاجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَكَرُواْ } أرادوا يعني اليهود قتل عيسى { وَمَكَرَ ٱللَّهُ } أراد الله قتل صاحبهم تطيانوس { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } أقوى المريدين ويقال أفضل الصانعين { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ } مقدم ومؤخر يقول إني رافعك { إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ } منجيك { مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بك { وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ } اتبعوا دينك { فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالحجة والنصرة { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ثم متوفيك قابضك بعد النزول ويقال متوفي قلبك من حب الدنيا { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } بعد الموت { فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } فأقضي بينكم { فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ } في الدين { تَخْتَلِفُونَ } تخاصمون.