{يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ} بمحمد والقرآن {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} تعلمون في كتابكم أن محمداً نبي مرسل {يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ} لم تخلطون الباطل مع الحق في كتابكم صفة محمد {وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ} ولم تكتمون صفة محمد ونعته {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ذلك في كتابكم ثم ذكر مقالة كعب وأصحابه في تحويل القبلة فقال {وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} كعب وأصحابه من الرؤساء لسفلتهم {آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بمحمد والقرآن {وَجْهَ ٱلنَّهَارِ} أول النهار وهو صلاة الفجر {وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ} يعني صلاة الظهر يقولون آمنوا بالقبلة التي صلى إليها محمد وأصحابه صلاة الفجر واكفروا آخره بالقبلة الأخرى التي صلوا إليها صلاة الظهر {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لكي ترجع عامتهم إلى دينكم وقبلتكم {وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ} لا تصدقوا أحداً بالنبوة {إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ} اليهودية وقبلتكم بيت المقدس {قُلْ} لهم يا محمد يعني اليهود {إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ} إن دين الله هو الإسلام وقبلة الله هي الكعبة {أَن يُؤْتَىۤ} أن يعطى {أَحَدٌ} من الدين والقبلة {مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ} أعطيتم يا أصحاب محمد {أَوْ يُحَآجُّوكُمْ} أو أن يخاصموكم اليهود بهذا الدين والقبلة {عِندَ رَبِّكُمْ} يوم القيامة {قُلْ} أيضاً يا محمد {إِنَّ ٱلْفَضْلَ} بالنبوة والإسلام وقبلة إبراهيم {بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ} يعطيه من يشاء يعني محمداً وأصحابه {وَٱللَّهُ وَاسِعٌ} لعطيته {عَلِيمٌ} بمن يعطي {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ} يختار لدينه {مَن يَشَآءُ} محمداً وأصحابه {وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ} ذو المن {ٱلْعَظِيمِ} بالنبوة والإسلام على محمد ثم ذكر أمانة أهل الكتاب وخيانتهم فقال {وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} يعني اليهود {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ} تبايعه بملء مسك ثور ذهباً {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} بغير عناء ولا تعب ولا يستحله وهو عبد الله بن سلام وأصحابه {وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ} تبايعه {بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} لا يرده إليك ويستحله {إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً} ملحاً متقاضياً وهو كعب وأصحابه {ذٰلِكَ} الاستحلال والخيانة {بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} في أخذ أموال العرب حرج {وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم كاذبون بذلك {بَلَىٰ} رد عليهم {مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ} يقول ولكن من أوفى بعهده فيما بينه وبين الله أو بينه وبين الناس {وَٱتَّقَى} عن نقض العهد بالخيانة وترك الأمانة {فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } عن نقض العهد والخيانة وترك الأمانة وهو عبد الله بن سلام وأصحابه. ثم ذكر عقوبتهم يعني عقوبة اليهود فقال {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ} بنقض عهد الله {وَأَيْمَانِهِمْ} عهودهم مع الأنبياء {ثَمَناً قَلِيلاً} عرضاً يسيراً من المأكلة {أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ} لا نصيب لهم {فِي ٱلآخِرَةِ} في الجنة {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ} يوم القيامة بكلام طيب {وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ} بالرحمة {وَلاَ يُزَكِّيهِمْ} لا يبرئهم من اليهودية ولا يصلح بالهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع يخلص وجعه إلى قلوبهم ويقال نزلت في عبدان بن الأشوع وامرئ القيس لخصومة كانت بينهما ونزلت في اليهود أيضاً.