التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٣٧
فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
٣٨
وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ
٣٩
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٤٠
ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٤١
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ
٤٢
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ
٤٣
-الروم

تفسير القرآن

{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يخبروا في الكتاب كفار مكة { أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ } يوسع المال { لِمَن يَشَآءُ } على من يشاء وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ } يقتر على من يشاء وهو نظر منه { إِنَّ فِي ذَلِكَ } فيما ذكرت من البسط والتقدير { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ } فأعط يا محمد ذا القربى في الرحم { حَقَّهُ } صلته { وَٱلْمِسْكِينَ } أعط المسكين الكسوة والطعام { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } أكرم الضيف النازل بك ثلاثة أيام فما فوق ذلك فهو صدقة معروف { ذَلِكَ } الذي ذكرت من الصلة والعطية والإكرام { خَيْرٌ } ثواب وكرامة في الآخرة { لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } بعطيتهم { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { وَمَآ آتَيْتُمْ } أعطيتم { مِّن رِّباً } من عطية { لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ } لتكثروا أموالكم بأموال الناس يقول ليعطوا أكثر وأفضل مما تعطون { فَلاَ يَرْبُو عِندَ ٱللَّهِ } فلا يكثر عند الله بالتضعيف ولا يقبلها فإنها ليست لله { وَمَآ آتَيْتُمْ } أعطيتم { مِّن زَكَاةٍ } من صدقة إلى المساكين { تُرِيدُونَ } بذلك { وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } فأولئك هم الذين أضعف صدقاتهم في الآخرة وأكثرت أموالهم في الدنيا بالحفظ والبركة { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } نسماً في بطون أمهاتكم ثم أخرجكم وفيكم الروح { ثُمَّ رَزَقَكُمْ } الطيبات الرزق إلى الموت { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقضاء مدتكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } للبعث بعد الموت { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } من آلهتكم يا أهل مكة { مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَيْءٍ } من يقدر أن يفعل من ذلك شيئاً { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَتَعَالَىٰ } ارتفع وتبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ } تبينت المعصية { فِي ٱلْبَرِّ } من قتل قابيل أخاه هابيل { وَٱلْبَحْرِ } من جلندن الأزدي { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } بقتل قابيل هابيل وبغصب جلندن سفن الناس في البحر ويقال ظهر الفساد بموت البهائم والقحط والجدوبة ونقص الثمرات والنبات في البر في السهل والجبل والبادية والمفازة والبحر في الريف والقرى والعمران بما كسبت أيدي الناس بمعصية الناس { لِيُذِيقَهُمْ } لكي يصيبهم { بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } من المعاصي { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لكي يرجعوا عن ذنوبهم فيكشف عنهم { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ } تفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ } من قبلهم كيف أهلكهم الله عند تكذيبهم الرسل { كَانَ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { مُّشْرِكِينَ } بالله { فَأَقِمْ وَجْهَكَ } نفسك وعملك { لِلدِّينَ ٱلْقِيِّمِ } يقول أخلص دينك وعملك لله وكن على دين الحق المستقيم { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ } وهو يوم القيامة { لاَّ مَرَدَّ لَهُ } لا مانع له { مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { يَصَّدَّعُونَ } يفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير.