التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ
٥٤
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ
٥٥
وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٥٦
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ
٥٧
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ
٥٨
كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٩
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ
٦٠
-الروم

تفسير القرآن

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } من نطفة ضعيفة { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } رجلاً شاباً قوياً { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً } هرماً { وَشَيْبَةً } شمطاً بعد شباب { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } يحول خلقه كما يشاء من حال إلى حال { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } بخلقه { ٱلْقَدِيرُ } عليهم بتحويله { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } وهو يوم القيامة { يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } يحلف المشركون بالله { مَا لَبِثُواْ } في القبور { غَيْرَ سَاعَةٍ } غير قدر ساعة { كَذَلِكَ } كما كانوا يكذبون في الآخرة { كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } يكذبون في الدنيا { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ } أكرموا بالعلم والإيمان { لَقَدْ لَبِثْتُمْ } في القبور { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } بكتاب الله وهم الملائكة ويقال وهم النبيون ويقال هم المخلصون في إيمانهم يقولون للكفار { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } إلى يوم يبعثون من القبور { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ } يوم القيامة { وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ } في الدنيا { لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك ولا تصدقون { فَيَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة { لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { مَعْذِرَتُهُمْ } اعتذارهم من ذنب { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } ولا هم يرجعون عن سيئة ولا هم يردون إلى الدنيا { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا } بيّنا { لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل وجه { وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } من السماء كما طلبوا { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { إِنْ أَنتُمْ } ما أنتم يا معشر المؤمنين { إِلاَّ مُبْطِلُونَ } كاذبون { كَذَلِكَ } هكذا { يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله ولا يصدقون به { فَٱصْبِرْ } يا محمد { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } بالنصرة والدولة لك وبهلاكهم { حَقٌّ } كائن صدق { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } لا يستنزلنك عن الإيمان يوم القيامة { ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } لا يصدقون وهم أهل مكة.