التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ
٢١
وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ
٢٢
وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٢٣
نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٢٤
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٥
لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ
٢٦
وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٢٧
-لقمان

تفسير القرآن

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } لكفار مكة { ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } على نبيه من القرآن اقرؤوه واعملوا بما فيه { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا } من الدين والسنة { أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ } يدعو آباءهم { إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } إلى الكفر والشرك وما يجب به عذاب السعير فهم يقتدون بهم { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } من يخلص دينه وعمله لله { وَهُوَ مُحْسِنٌ } موحد مخلص { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ } فقد أخذ { بِٱلْعُرْوَةِ } بلا إله إلا الله { ٱلْوُثْقَىٰ } الوثيقة التي لا انفصام لها { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } ترجع عواقب الأمور في الآخرة التي يموتون عليها { وَمَن كَفَرَ } بالله من قريش أو من غيرهم { فَلاَ يَحْزُنكَ } يا محمد كفره هلاكه في { كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } بعد الموت { فَنُنَبِّئُهُم } فنخبرهم { بِمَا عَمِلُوۤاْ } في الدنيا في كفرهم { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر { نُمَتِّعُهُمْ } نعيشهم { قَلِيلاً } يسيراً في الدنيا { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ } نصيرهم ويقال نلجئهم { إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } شديد لوناً بعد لون { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يا محمد { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ } كفار مكة خلقهما { ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله فاشكروه { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله ولا يشكرون نعمه { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَٱلأَرْضَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن خلقه { ٱلْحَمِيدُ } المحمود في فعاله { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } تبرى أقلاماً { وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ } يعطيه المدد { مِن بَعْدِهِ } من بعد ما صيرت { سَبْعَةُ أَبْحُرٍ } مداداً فكتب بها كلام الله وعلم الله { مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } كلام الله وعلم الله ويقال تدبير الله { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه وسلطانه { حَكِيمٌ } في أمره وقضائه.