{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} سنة حسنة واقتداء صالح بالجلوس معه في الخندق {لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ} يرجو كرامة الله وثوابه ويقال يخاف الله {وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ} ويخاف عذاب الآخرة {وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً} باللسان والقلب ثم ذكر نعت المؤمنين المخلصين فقال {وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ} المخلصون {ٱلأَحْزَابَ} كفار مكة أبا سفيان وأصحابه {قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ} لعدة الأيام {وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ} في الميعاد وكان قد وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي الأحزاب تسعاً أو عشراً يعني إلى عشرة أيام {وَمَا زَادَهُمْ} برؤية الكفار {إِلاَّ إِيمَاناً} يقيناً بقول الله تعالى وبقول رسوله {وَتَسْلِيماً} خضوعاً لأمر الله وأمر الرسول {مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ} وفوا {مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ} نذره ويقال قضى أجله وهو حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه {وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ} الوفاء إلى الموت {وَمَا بَدَّلُواْ} غيروا العهد {تَبْدِيلاً} تغييراً بالنقض {لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ} الوافين بوفائهم {وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ} إن ماتوا على النفاق {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} قبل الموت {إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً} لمن تاب {رَّحِيماً} لمن مات على التوبة {وَرَدَّ ٱللَّهُ} صرف الله {ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} كفار مكة أبا سفيان وأصحابه {بِغَيْظِهِمْ} بحنقهم {لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً} لم يصيبوا سروراً ولا غنيمة ولا دولة {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ} رفع الله مؤنة القتال عن المؤمنين بالريح والملائكة {وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً} بنصر المؤمنين {عَزِيزاً} بنقمة الكافرين {وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم} أعانوا كفار مكة {مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} وهم بنو قريظة والنضير كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وأصحابهما {مِن صَيَاصِيهِمْ} من قصورهم وحصونهم {وَقَذَفَ} وجعل {فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ} الخوف من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا قبل ذلك لا يخافون ويقاتلون {فَرِيقاً تَقْتُلُونَ} يقول تقتلون فريقاً منهم وهم المقاتلة {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} منهم وهم الذراري والنساء {وَأَوْرَثَكُمْ} أنزلكم {أَرْضَهُمْ} قصورهم {وَدِيَارَهُمْ} منازلهم {وَأَمْوَالَهُمْ} جعل أموالهم غنيمة لكم {وَأَرْضاً} أرض خيبر {لَّمْ تَطَئُوهَا} لم تملكوها بعد ستكون لكم {وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ} من الفتح والنصرة {قَدِيراً يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ} يعني محمداً عليه الصلاة والسلام {قُل لأَزْوَاجِكَ} لنسائك {إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا} ما في الحياة الدنيا {وَزِينَتَهَا} زهرتها {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} متعة الطلاق {وَأُسَرِّحْكُنَّ} أطلقكن {سَرَاحاً جَمِيلاً} طلاقاً حسناً بالسنة.