{لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ} عبد الله بن أُبي وأصحابه عن المنكر والخيانة {وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} شهوة الزنا وهم الزناة {وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ} الطالبون عيوب المؤمنين في المدينة وهم المؤلفة {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} لنسلطنك عليهم {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ} لا يساكنون معك في المدينة {فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً} يسيراً {مَّلْعُونِينَ} مقتولين {أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ} وجدوا {أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً سُنَّةَ ٱللَّهِ} هكذا كان عذاب الله في الدنيا {فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ} مضوا {مِن قَبْلُ} من قبلهم من المنافقين لما كابروا النبيين والمؤمنين أمر الله أنبياءهم أن يقتلوهم {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ} لعذاب الله {تَبْدِيلاً} تغييراً فلما نزلت هذه الآية فيهم فانتهوا عن ذلك {يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ} أهل مكة {عَنِ ٱلسَّاعَةِ} عن قيام الساعة {قُلْ} يا محمد {إِنَّمَا عِلْمُهَا} علم قيامها {عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ} ولم تدر {لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} سريعاً {إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ} عذب {ٱلْكَافِرِينَ} كفار مكة يوم بدر {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً} ناراً وقوداً {خَالِدِينَ فِيهَآ} في النار {أَبَداً} لا يموتون ولا يخرجون منها {لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً} حافظاً يحفظهم من عذاب الله {وَلاَ نَصِيراً} مانعاً يمنعهم من عذاب الله {يَوْمَ تُقَلَّبُ} تجر {وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ} يعني القادة والسفلة {يَٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ} بالإيمان {وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ} بالإجابة {وَقَالُواْ} يعني السفلة {رَبَّنَآ} يا ربنا {إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا} رؤساءنا {وَكُبَرَآءَنَا} أشرافنا وعظماءنا {فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ} فصرفونا عن الدين {رَبَّنَآ} يقولون يا ربنا {آتِهِمْ} أعطهم يعني الرؤساء {ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ} مما علينا {وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} عذبهم عذاباً كبيراً {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ} في إيذاء محمد صلى الله عليه وسلم {كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ} قالوا إنه آدر {فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً} له القدر والمنزلة {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ} أطيعوا الله فيما أمركم {وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} عدلاً: لا إله إلا الله {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} يقبل أعمالكم بالتوحيد {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} بالتوحيد {وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ} فيما أمره {وَرَسُولَهُ} فيما أمره {فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} فقد فاز بالجنة ونجا من النار نجاة وافرة {إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ} الطاعة والعبادة {عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ} على أهل السموات {وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ} على وجه الاختيار والتخصيص {فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا} بالثواب والعقاب {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا} خفن منها من حملها {وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ} آدم بالثواب والعقاب {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً} بحملها ويقال بأكله من الشجرة {جَهُولاً} بعاقبتها فلما نزلت بشرى المؤمنين بالفضل قال المنافقون وما لنا يا رسول الله فنزل {لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَافِقِينَ} ويقال قبل آدم الأمانة ليعذب الله المنافقين لكي يعذب المنافقين من الرجال {وَٱلْمُنَافِقَاتِ} من النساء {وَٱلْمُشْرِكِينَ} من الرجال {وَٱلْمُشْرِكَاتِ} من النساء بتركهم الأمانة لأنهم كانوا في صلب آدم حيث قبل آدم الأمانة {وَيَتُوبَ ٱللَّهُ} لكي يتوب الله {عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ} المخلصين من الرجال {وَٱلْمُؤْمِنَاتِ} المخلصات من النساء بما يكون منهم من تقصير الأمانة {وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً} لمن تاب منهم {رَّحِيماً} بالمؤمنين.