التفاسير

< >
عرض

وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ
٢٥
ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ
٢٦
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
٢٧
وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
٢٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ
٢٩
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
٣٠
وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ هُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
٣١
ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ
٣٢
-فاطر

تفسير القرآن

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ } قريش يا محمد { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل قومك قريش رسلهم { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { وَبِٱلزُّبُرِ } بخبر كتب الأولين { وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } المبين الحلال والحرام { ثُمَّ أَخَذْتُ } عاقبت { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالكتب والرسل { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } انظر يا محمد كيف كان تغييري عليهم بالعذاب حين لم يؤمنوا { أَلَمْ تَرَ } ألم تعلم { أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بالمطر { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } أجناسها الحلو والحامض وغير ذلك { وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ } طرق { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا } كألوان الثمار { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } جبال سود شديدة السواد { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } كذلك مختلف ألوانه { وَٱلدَّوَآبِّ } كذلك مختلف ألوانه { وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } أجناسه مقدم ومؤخر { كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } يقول إنما العلماء يخشون الله من عباده { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه وسلطانه { غَفُورٌ } لمن آمن به { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ } يقرؤون { كِتَابَ ٱللَّهِ } القرآن أبو بكر وأصحابه { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَأَنفَقُواْ } تصدقوا { مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أعطيناهم من الأموال { سِرّاً } فيما بينهم وبين الله { وَعَلاَنِيَةً } فيما بينهم وبين الناس { يَرْجُونَ تِجَارَةً } يعني الجنة { لَّن تَبُورَ } لن تهلك ولن تفسد { لِيُوَفِّيَهُمْ } الله { أُجُورَهُمْ } ثوابهم في الجنة { وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } بفضله من واحدة إلى عشرة { إِنَّهُ غَفُورٌ } لذنوبهم العظيمة { شَكُورٌ } لأعمالهم اليسيرة يشكر اليسير ويجزي الجزيل { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أنزلنا جبرائيل عليك به { مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعني القرآن { هُوَ ٱلْحَقُّ } الصدق { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وبعض الشرائع { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتاب { إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ } بمن يؤمن ومن لا يؤمن { بَصِيرٌ } بأعمالهم { ثُمَّ } من بعد ما أنزلنا جبريل بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم { أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ } أكرمنا بحفظ القرآن وكتابته وقراءته { ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } اخترنا { مِنْ عِبَادِنَا } من بين عبادنا بالإيمان وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكبائر لا ينجو إلا بالشفاعة أو بالمغفرة أو بإنجاز الوعد { وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } وهو من استوت حسناته وسيئاته يحاسب حساباً يسيراً ثم ينجو { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ } بالغ { بِٱلْخَيْرَاتِ } في الدنيا ومقرب إلى جنة عدن في الآخرة { بِإِذُنِ ٱللَّهِ } بتوفيق الله وكرامته { ذَٰلِكَ } الاصطفاء والمسابقة { هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } المن العظيم من الله عليهم ثم بين مستقرهم.