التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ
٢٨
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
٢٩
يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٣٠
أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ
٣١
وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
٣٢
وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
٣٣
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ
٣٤
لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ
٣٥
سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ
٣٦
وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
٣٧
وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
٣٨
وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ
٣٩
لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
٤٠
-يس

تفسير القرآن

{ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ } بهلاكهم { مِن بَعْدِهِ } من بعد ما قتلوه { مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بملائكة من السماء { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } عليهم الملائكة ويقال ما أرسلنا إليهم الرسل من بعد قتله { إِن كَانَتْ } ما كانت { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } من جبريل أخذ جبريل بعضادتي الباب فصاح فيهم صيحة واحدة { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } ميتون لا يتحركون { يَٰحَسْرَةً } أي حسرة وندامة تكون { عَلَى ٱلْعِبَادِ } يوم القيامة بما لم يؤمنوا { مَا يَأْتِيهِمْ } لم يأتهم { مِّن رَّسُولٍ } رسول { إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون ويسخرون به وأخذوا هؤلاء الرسل وقتلوهم ودسوهم في بئر { أَلَمْ يَرَوْاْ } ألم يخبر كفار مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } من الأمم الخالية { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } إلى يوم القيامة { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا } ما كل إلا { جَمِيعٌ } يقول القرون كلهم جميع { لَّدَيْنَا } عندنا { مُحْضَرُونَ } للحساب والميم ها هنا صلة { وَآيَةٌ لَّهُمُ } عبرة وعلامة لأهل مكة { ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ } بالنبات { أَحْيَيْنَاهَا } بالمطر { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا } أنبتنا فيها { حَبّاً } الحبوب كلها { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا } في الأرض { جَنَّاتٍ } بساتين { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } يعني الكروم { وَفَجَّرْنَا } شققنا { فِيهَا } في الأرض { مِنَ ٱلْعُيُونِ } الأنهار { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ } من ثمر النخل { وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } ما أنبتته أيديهم ويقال ما غرست أيديهم { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } من فعل بهم ذلك فيؤمنوا به { سُبْحَانَ } نزه نفسه { ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ } الأصناف { كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ } الحلو والحامض وغير ذلك { وَمِنْ أَنفُسِهِمْ } أصنافاً ذكراً وأنثى { وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } في البر والبحر أصنافاً { وَآيَةٌ لَّهُمُ } عبرة وعلامة لأهل مكة { ٱلْلَّيْلُ } المظلم { نَسْلَخُ مِنْهُ } نذهب عنه { ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } في الليل { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } منازلها ويقال تجري ليلاً ونهاراً لا مستقر لها { ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } تدبير العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْعَلِيمِ } بخلقه وتدبيرهم { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } جعلنا له منازل كمنازل الشمس يزيد وينقص { حَتَّىٰ عَادَ } يصير { كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } كالعذق المقوس اليابس إذا حال عليه الحول { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ } يصلح لها { أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } أن تطلع في سلطان القمر فيذهب ضوؤه { وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } ولا الليل يطلع في سلطان النهار فيذهب ضوءه { وَكُلٌّ } الشمس والقمر والنجوم { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } في دوران يدورون وفي مجراة يجرون.