التفاسير

< >
عرض

إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ
٥٥
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ
٥٦
لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ
٥٧
سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ
٥٨
وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ
٥٩
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٦٠
وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٦١
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ
٦٢
هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
٦٣
ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
٦٤
ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٦٥
وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ
٦٦
وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ
٦٧
وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ
٦٨
وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ
٦٩
-يس

تفسير القرآن

{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أهل الجنة { ٱليَوْمَ } وهو يوم القيامة { فِي شُغُلٍ } عما فيه أهل النار { فَاكِهُونَ } معجبون بافتضاضهم الأبكار ويقال ناعمون إن قرأت بالألف { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ } حلائلهم { فِي ظِلاَلٍ } في ظل الشجر { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } على السرر في الحجال { مُتَّكِئُونَ } جالسون { لَهُمْ فِيهَا } في الجنة { فَاكِهَةٌ } ألوان الفواكه { وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } ما يسألون ويشتهون { سَلاَمٌ قَوْلاً } يسلمون عليهم سلاماً { مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ } يقول الله لهم تفرقوا اليوم { أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون فميزهم الله من المؤمنين ويقول لهم { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } ألم أقدم إليكم في الكتاب مع الرسول { يَٰبَنِيۤ آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } لا تطيعوا الشيطان { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي } وحدوني { هَـٰذَا } التوحيد الذي أمرتكم { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين حق مستقيم { وَلَقَدْ أَضَلَّ } الشيطان { مِنْكُمْ } يا بني آدم { جِبِلاًّ } خلقاً { كَثِيراً } قبلكم { أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } تعلمون ما صنع بهم فلا تقتدوا بهم { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا { ٱصْلَوْهَا } ادخلوها { ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } تجحدون بها وبالكتاب والرسل { ٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ } نمنع ألسنتهم عن الكلام بعد ما أنكروا { وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ } بما بطشوا بها { وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ } بما مشوا بها وتشهد جوارحهم { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يعملون من الشر { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ } لفقأنا أعين ضلالتهم { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ } فأبصروا الطريق { فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ } من أين يبصرون ولم تفقأ عين ضلالتهم { وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ } قردة وخنازير { عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ } في منازلهم في ديارهم { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً } ذهاباً ولا مجيئاً { وَلاَ يَرْجِعُونَ } في ديارهم إلى الحال الأول { وَمَن نّعَمِّرْهُ } نمهله في العمر { نُنَكِّـسْهُ } نحططه { فِي ٱلْخَلْقِ } في الخلق الأول حتى صار كأنه طفل لا لحي له ولا أسنان ولا قوة يبول ويتغوط كالطفل { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } أفلا يصدقون بذلك { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } ما يصلح له الشعر { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } مبين بالحلال والحرام والأمر والنهي.