التفاسير

< >
عرض

صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ
١
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ
٢
كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ
٣
وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
٤
أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
٥
وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
٦
مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ
٧
أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ
٨

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { صۤ } يقول ص والقرآن أي كرروا القرآن حتى تعلموا الإيمان من الكفر والسنة من البدعة والحق من الباطل والصدق من الكذب والحلال من الحرام والخير من الشر ويقال ص عن الهدى أي صرف أهل مكة عن الحق والهدى ويقال أبو جهل ويقال ص صادق في قوله ويقال ص اسم من أسماء الله صادق ويقال قسم أقسم به { وَٱلْقُرْآنِ } أقسم بالقرآن { ذِي ٱلذِّكْرِ } ذي الشرف والبيان شرف من آمن به وبيان الأولين والآخرين { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { فِي عِزَّةٍ } حمية وتكبر { وَشِقَاقٍ } خلاف وعداوة ولهذا كان المقسم عليه { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } من قبل قريش { مِّن قَرْنٍ } من الأمم الخالية { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } فنادتهم الملائكة عند هلاكهم ولات حين مناص أي ليس بحين حملة ولا فرار وقفوا فوقفوا حتى أهلكهم الله وقد كانوا قبل ذلك إذا قاتلوا عدواً نادى بعضهم بعضاً مناص مناص يعنون حملة واحدة فنجا من نجا وهلك من هلك وإذا غلب العدو عليهم كانوا يبدرون بعضهم بعضاً وينادون بعضهم بعضاً مناص مناص بنصب الصاد أي فراراً فراراً فيفرون من القتال وهذه علامة كانت بينهم في القتال إذا أرادوا أن يحملوا على العدو أو يفروا من العدو فلما أراد الله هلاكهم نادتهم الملائكة ولات حين مناص أي ليس بحين حملة ولا فرار { وَعَجِبُوۤاْ } قريش { أَن جَآءَهُم } بأن جاءهم { مٌّنذِرٌ } رسول مخوف { مِّنْهُمْ } من نسبهم { وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } كفار مكة { هَـٰذَا } يعنون محمد صلى الله عليه وسلم { سَاحِرٌ } يفرق بين الاثنين { كَذَّابٌ } يكذب على الله { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً } أيسعنا ويكفينا إله واحد في حوائجنا كما يقول محمد عليه الصلاة والسلام { إِنَّ هَـٰذَا } الذي يقول عليه الصلاة والسلام { لَشَيْءٌ عُجَابٌ } عجيب { وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { مِنْهُمْ } من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبي بن خلف الجمحي وأبو جهل بن هشام { أَنِ ٱمْشُواْ } قال لهم أبو جهل أن امضوا إلى آلهتكم { وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ } اثبتوا على عبادة آلهتكم { إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ } يعنون محمداً عليه الصلاة والسلام { يُرَادُ } أن يهلك ويقال إن هذا الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام لشيء يراد يكون بأهل الأرض { مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ } في الملة اليهودية والنصرانية يعنون لم نسمع من اليهود ولا النصارى أن الإله واحد { إِنْ هَـٰذَا } ما هذا الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم من تلقاء نفسه { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا } أخص بالنبوة والكتاب من بيننا { بْل هُمْ } كفار مكة { فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي } من كتابي ونبوة نبيي { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } لم يذوقوا عذابي فمن ذلك يكذبون علي.