التفاسير

< >
عرض

إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ
٣٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
٣١
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٣٢
وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ
٣٣
لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ
٣٤
لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ
٣٥
أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ
٣٦
وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ
٣٧
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
٣٨
-الزمر

تفسير القرآن

{ إِنَّكَ } يا محمد { مَيِّتٌ } ستموت { وَإِنَّهُمْ } يعني كفار مكة { مَّيِّتُونَ } سيموتون { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } تتكلمون بالحجة يعني النبي صلى الله عليه وسلم ورؤساء الكفار { فَمَنْ أَظْلَمُ } في كفره { مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } بالقرآن فجعل له ولداً وشريكاً وهو أبو جهل وأصحابه { وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ } بالقرآن والتوحيد { إِذْ جَآءَهُ } محمد به { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى } منزل ومقام { لِّلْكَافِرِينَ } لأبي جهل وأصحابه { وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ } بالقرآن والتوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم { وَصَدَّقَ بِهِ } أبو بكر وأصحابه { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ } ما يشتهون { عِندَ رَبِّهِمْ } في الجنة { ذَٰلِكَ } الكرامة { جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } الموحدين { لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } أقبح أعمالهم { وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ } ثوابهم { بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ } بإحسانهم { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم ويقال خالد بن الوليد مما يريدون به { وَيُخَوِّفُونَكَ } يا محمد { بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } من دون الله يعني اللات والعزى ومناة يقولون لك لا تشتمها ولا تعبها فتخبلك { وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه { فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ } مرشد إلى دينه وهو أبو جهل وأصحابه.
{ وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ } لدينه { فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } عن دينه وهو أبو بكر وأصحابه ويقال هو أبو القاسم عليه السلام { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ } في ملكه وسلطانه { ذِي ٱنتِقَامٍ } ذي نقمة لمن لا يؤمن به { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعني كفار مكة { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { ٱللَّهُ } خلقهما { قُلْ } لهم يا محمد { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } اللات والعزى ومناة { إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ } بشدة وبلاء { هَلْ هُنَّ } اللات والعزى ومناة { كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ } رافعات بلاءه وشدته عني { أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ } بعافية { هَلْ هُنَّ } اللات والعزة ومناة { مُمْسِكَاتُ } مانعات { رَحْمَتِهِ } عني حتى تأمروني بعبادتها { قُلْ } يا محمد { حَسْبِيَ ٱللَّهُ } ثقتي بالله { عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } يعني به يشق الواثقون ويقال على المؤمنين أن يتوكلوا على الله.