التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
١
وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً
٢
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ
٣
وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً
٤
وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰماً وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً
٥
-النساء

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } عام وقد يكون خاصاً { ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ } أطيعوا ربكم { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } بالتناسل { مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } من نفس آدم وحدها وكانت نفس حواء فيها { وَخَلَقَ مِنْهَا } من نفس آدم { زَوْجَهَا } حواء { وَبَثَّ مِنْهُمَا } خلق بالتوالد من آدم وحواء { رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً } خلقاً كثيراً ذكراً وأنثى { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أطيعوا الله { ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ } بحق الله الحوائج والحقوق بعضكم من بعض { وَٱلأَرْحَامَ } بحق القربة والأرحام إن قرئت بنصب الميم يقول وصلوا الأرحام ولا تقطعوها معطوفة إلى قوله واتقوا الله { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } حفيظاً يسألكم عما أمركم من الطاعة وصلة الأرحام { وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ } أعطوا اليتامى { أَمْوَالَهُمْ } التي عندكم بعد الرشد والبلوغ { وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ } يعني لا تأكلوا أموالهم الحرام وتتركوا أموالكم الحلال { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ } أي مع أموالكم بالتخليط { إِنَّهُ كَانَ } يعني أكل مال اليتيم ظلماً { حُوباً كَبِيراً } ذنباً عظيماً عند الله بالعقوبة نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما نزلت هذه الآية قالوا نعزل اليتامى مخافة الإثم فأنزل الله { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ } أن لا تعدلوا بين اليتامى في حفظ الأموال فكذلك خافوا أن لا تعدلوا بين النساء في النفقة والقسمة وكانوا يتزوجون من النساء ما شاؤوا تسعاً أو عشراً وكان تحت قيس بن الحارث ثمان نسوة فنهاهم الله عن ذلك وحرم ما فوق الأربعة فقال { فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ } فتزوجوا ما أحل الله لكم { مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } يقول واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً لا يزاد على ذلك { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } بين أربع نسوة في القسمة والنفقة { فَوَاحِدَةً } فتزوجوا امرأة واحدة حرة { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } من الإماء لا قسمة لهن عليكم ولا عدة لكم عليهن { ذٰلِكَ } تزويج الواحدة { أَدْنَىٰ } أحرى { أَلاَّ تَعُولُواْ } لا تميلوا ولا تجوروا بين أربع من النساء في القسمة والنفقة { وَآتُواْ } أعطوا { ٱلنِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ } مهورهن { نِحْلَةً } هبة لهن من الله فريضة عليكم { فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ } فإن أحللن لكم من المهر شيئاً { نَفْساً } بطيبة النفس { فَكُلُوهُ هَنِيئاً } بلا إثم { مَّرِيئاً } بلا ملامة وكانوا يتزوجون بلا مهر { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ } لا تعطوا الجهال بموضع الحق من النساء والأولاد { أَمْوَالَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً } معاشاً { وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا } أطعموهم فيها { وَٱكْسُوهُمْ } وكونوا أنتم القوامون على ذلك فإنكم أعلم منهم في النفقة والصدقة بموضع الحق { وَقُولُواْ لَهُمْ } إن لم يكن لكم شيء { قَوْلاً مَّعْرُوفاً } عدة حسنة أي سأكسو وسأعطي.