التفاسير

< >
عرض

وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً
٦٧
وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً
٦٨
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً
٧٠
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً
٧١
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً
٧٢
وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً
٧٣
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
٧٤
-النساء

تفسير القرآن

{ وَإِذاً } لو فعلوا ما أمروا به { لآتَيْنَاهُمْ } لأعطيناهم { مِّن لَّدُنَّـآ } من عندنا { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } لثبتناهم في الدنيا على دين قائم نرضاه وهو الإسلام { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } نزلت هذه الآية في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله أخاف أن لا ألقاك في الآخرة يا رسول الله ورآه رسول الله متغيراً لونه وكان يحبه حباً شديداً لا يكاد يصبر عنه فذكر الله كرامته فقال ومن يطع الله في الفرائض والرسول في السنن { فَأُوْلَـٰئِكَ } في الجنة { مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ } منَّ الله { عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } محمد صلى الله عليه وسلم وغيره { وَٱلصِّدِّيقِينَ } أفاضل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلشُّهَدَآءِ } الذين استشهدوا في سبيل الله { وَٱلصَّالِحِينَ } صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } مرافقة في الجنة { ذٰلِكَ } المرافقة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين { ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ } المن من الله { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } بحب ثوبان وكرامته في الجنة وثوابه ثم علم خروجهم في سبيل الله فقال { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } من عدوكم ولا تخرجوا متفرقين { فَٱنفِرُواْ } ولكن اخرجوا { ثُبَاتٍ } جماعات سرية { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } أو اخرجوا كلكم مع نبيكم { وَإِنَّ مِنْكُمْ } يا معشر المؤمنين { لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } يقول ليتثاقلن عن الخروج في سبيل الله عبد الله بن أبي وينتظر ما يصيبكم في السرية { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ } في السرية { مُّصِيبَةٌ } القتل والهزيمة والشدة { قَالَ } عبد الله بن أبي { قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ } من الله { عَلَيَّ } بالجلوس { إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ } في تلك السرية { شَهِيداً } حاضراً { وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ } في تلك السرية { فَضْلٌ } فتح وغنيمة { مِنَ الله لَيَقُولَنَّ } عبد الله بن أبي { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } صلة في الدين ومعرفة في الصحبة مقدم ومؤخر { يٰلَيتَنِي كُنتُ } في الغزاة { مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } فأصيب غنائم كثيرة وحظاً وافراً ثم أمرهم بالقتال في سبيل الله وإن كانوا منافقين فقال { فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ } يختارون الدنيا على الآخرة ويقال نزلت هذه الآية في المخلصين فليقاتل في سبيل الله في طاعة الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة يبيعون الدنيا بالآخرة ويختارون الآخرة على الدنيا ثم ذكر ثوابهم فقال { وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { فَيُقْتَلْ } يستشهد { أَو يَغْلِبْ } يظفر على العدو { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } نعطيه في كلا الوجهين { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة ثم ذكر كراهيتهم القتال في سبيل الله.