التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
٩٤
لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً
٩٥
دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٩٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ قَالْوۤاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً
٩٧
-النساء

تفسير القرآن

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ } خرجتم { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في الجهاد { فَتَبَيَّنُواْ } تحققوا حتى يتبين لكم المؤمن من الكافر { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ } لمن أسمعكم لا إله إلا الله محمد رسول الله مع السلام { لَسْتَ مُؤْمِناً } فتقتلونه { تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } تطلبون بذلك ما كان معه من الغنائم { فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } ثواب كثير لمن ترك قتل المؤمن { كَذٰلِكَ كُنتُم } في قومكم تأمنون من المؤمنين من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إله إلا الله { مِّن قَبْلُ } من قبل الهجرة { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بالهجرة من بين الكافرين { فَتَبَيَّنُواْ } فتثبتوا يقول قفوا حتى لا تقتلوا مؤمناً { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ } من القتل وغيره { خَبِيراً } ثم بيّن ثواب المجاهدين فقال { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عن الجهاد { غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ } الشدة والضعف بالبدن والبصر مثل عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش الأسدي بخروج أنفسهم { وَٱلْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ } بنفقة أموالهم { وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ } بغير الضرر { دَرَجَةً } فضيلة { وَكُـلاًّ } كلا الفريقين المجاهدين والقاعدين { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } الجنة بالإيمان { وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ } بالجهاد { عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ } بغير عذر { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة { دَرَجَاتٍ مِّنْهُ } فضائل من الله في الدرجات { وَمَغْفِرَةً } للذنوب { وَرَحْمَةً } من العذاب { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لمن تاب عن القعود وخرج إلى الجهاد { رَّحِيماً } لمن مات على التوبة. ثم نزل في شأن النفر الذين قتلوا يوم بدر وكانوا خمسين رجلاً ارتدوا عن الإسلام فقتل عامتهم فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } قبضتهم الملائكة يوم بدر { ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ } بالشرك { قَالُواْ } قالت لهم الملائكة حين القبض { فِيمَ كُنتُمْ } ماذا كنتم تصنعون بمكة { قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ } مقهورين ذليلين { فِي ٱلأَرْضِ } في أرض مكة في أيدي الكفار { قَالْوۤاْ } قالت لهم الملائكة { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ } أرض المدينة { وَاسِعَةً } آمنة { فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } إليها { فَأُوْلَـٰئِكَ } النفر { مَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } صار إليه ثم بين أهل العذر.