التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٣
وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
٤
أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ
٥
وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ
٦
وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٧
فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ
٨
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ
٩
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
١٠
وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ
١١
وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ
١٢
-الزخرف

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { حـمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } يقول وأقسم بالكتاب المبين بالحلال والحرام والنهي والأمر أن قد قضى ما هو كائن أي بين قال حكيم:

ألا يا لقومي كل ما حمۤ واقع وذا الطير يسري والنجوم الطوالع

ويقال قسم أقسم به بالحاء والميم والكتاب المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { إِنَّا جَعَلْنَاهُ } قلناه ووضعناه { قُرْآناً عَرَبِيّاً } على مجرى لغة العرب ولهذا كان القسم { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تعلموا ما في القرآن من الحلال والحرام والأمر والنهي { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ } في اللوح المحفوظ مكتوب { لَدَيْنَا } عندنا { لَعَلِيٌّ } كريم شريف مرتفع { حَكِيمٌ } محكم بالحلال والحرام { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ } أفنرفع عنكم الوحي والرسول يا أهل مكة { صَفْحاً } أو نترككم هملاً بلا أمر ولا نهي { أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } بأن كنتم قوماً مشركين لا تؤمنون في علم الله { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ } قبلك يا محمد { فِي ٱلأَوَّلِينَ } في الأمم الماضية قد علمنا أنهم لا يؤمنون فلم نتركهم بلا كتاب ولا رسول { وَمَا يَأْتِيهِم } أي الأولين { مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ } بالنبي { يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون بالنبي { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم } من أهل مكة { بَطْشاً } قوة ومنعة { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } سنة الأولين بالعذاب عند تكذيبهم الرسل { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } كفار مكة { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْعَلِيمُ } بتدبيره وبخلقه فقال الله نعم خلق { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً } فراشاً { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } طرقاً { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا بالطرق { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { بِقَدَرٍ } معلوم بعلم الخزان { فَأَنشَرْنَا بِهِ } أحيينا بالمطر { بَلْدَةً مَّيْتاً } مكاناً لا نبات فيه { كَذَٰلِكَ } هكذا { تُخْرَجُونَ } تحيون وتخرجون من القبور كما أحيينا الأرض بالمطر { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ } الأصناف { كُلَّهَا } الذكر والأنثى { وَجَعَلَ لَكُمْ } وخلق لكم { مِّنَ ٱلْفُلْكِ } يعني السفن في البحر { وَٱلأَنْعَامِ } يعني الإبل { مَا تَرْكَبُونَ } الذي تركبون عليه.