التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ
٥٠
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ
٥١
أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ
٥٢
فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ
٥٣
فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٥٤
فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ
٥٥
فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ
٥٦
وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
٥٧
وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ
٥٨
إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٥٩
وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ
٦٠
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٦١
وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
٦٢
-الزخرف

تفسير القرآن

{ فَلَمَّا كَشَفْنَا } دفعنا { عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } ينقضون عهودهم ولا يؤمنون { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ } خطب فرعون في قومه القبط { قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } أربعين فرسخاً في أربعين فرسخاً { وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ } من حولي ويقال عنى بها الأفراس تجري من تحتي { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَآ خَيْرٌ } إني خير { مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ } ضعيف في بدنه { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } يبين حجته { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ } هلا ألبس عليه أقبية { مِّن ذَهَبٍ } كما لكم { أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَۤئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } معاونين مصدقين له بالرسالة { فَٱسْتَخَفَّ } فاستزل { قَوْمَهُ } القبط { فَأَطَاعُوهُ } في قوله { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } كافرين { فَلَمَّآ آسَفُونَا } أغضبوا نبينا موسى ومالوا إلى غضبنا { ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالعذاب { فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } في البحر { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً } ذهاباً بالعذاب { وَمَثَلاً } عبرة { لِّلآخِرِينَ } لمن بقي بعدهم { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } شبهوه بآلهتهم { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ } من قول عبد الله بن الزبعرى وأصحابه { يَصِدُّونَ } يضحكون { وَقَالُوۤاْ } يعني عبد الله بن الزبعرى { أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ } يا محمد { أَمْ هُوَ } يعني عيسى ابن مريم إن جاز له في النار مع النصارى يجوز لنا في النار مع آلهتنا { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ } ما ذكروا لك عيسى ابن مريم { إِلاَّ جَدَلاَ } إلا للجدال والخصومة { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } جدلون بالباطل { إِنْ هُوَ } ما هو يعني عيسى ابن مريم { إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } بالرسالة وليس هو كآلهتهم { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً } عبرة { لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ولداً بلا أب { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ } بمكانكم ويقال خلقنا منكم { مَّلاَۤئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } خلفاء منكم بدلكم يمشون في الأرض بدلكم { وَإِنَّهُ } يعني نزول عيسى ابن مريم { لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } لبيان قيام الساعة ويقال علامة لقيام الساعة إن قرأت بنصب العين واللام { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } فلا تشكن بها بقيام الساعة { وَٱتَّبِعُونِ } بالتوحيد { هَـٰذَا } التوحيد { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ } لا يصرفنكم { ٱلشَّيْطَانُ } عن دين الإسلام والإقرار بقيام الساعة { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة.