التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ
٣
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
٤
أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
٥
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦
رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ
٧
لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٨
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ
٩
فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
١٠
يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
١١
رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ
١٢
أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ
١٣
ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ
١٤
إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ
١٥
-الدخان

تفسير القرآن

وبإسناد عن ابن عباس في قوله جل ذكره { حمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } وأقسم بالكتاب المبين لقد قضى ما هو كائن أي بين ويقال قسم أقسم بالحاء والميم والقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } أنزلنا جبريل بالقرآن ولهذا كان القسم أنزل الله جبريل إلى سماء الدنيا حتى أملى القرآن على الكتبة وهم أهل سماء الدنيا { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } فيها الرحمة والمغفرة والبركة وهي ليلة القدر ثم أنزل الله جبريل بعد ذلك على محمد عليه السلام بآية وسورة وكان بين أوله وآخره عشرون سنة { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } إنا كنا مخوفين بالقرآن { فِيهَا } في ليلة القدر { يُفْرَقُ } يبين { كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } كائن من سنة إلى سنة { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } بياناً منا نبين لجبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ما هم موكلون عليه من سنة إلى سنة { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } الرسل بالكتب { رَحْمَةً } نعمة { مِّن رَّبِّكَ } على عباده إرساله الرسل بالكتب { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالة قريش حيث قالوا ربنا اكشف عنا العذاب { ٱلْعَلِيمُ } بهم وبعقوبتهم { رَبِّ } خالق { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ } من الخلق هو الله { إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } مصدقين بذلك { لاَ إِلَـٰهَ } لا خالق { إِلاَّ هُوَ } الذي خلق السموات والأرض { يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } خالقكم وخالق آبائكم الأقدمين { بَلْ هُمْ } يعني كفار مكة { فِي شَكٍّ } من قيام الساعة { يَلْعَبُونَ } يهزؤون بقيام الساعة { فَٱرْتَقِبْ } فانتظر عذابهم يا محمد { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } بين السماء والأرض { يَغْشَى ٱلنَّاسَ } ذلك الدخان { هَذَا } الدخان { عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع وهو الجوع { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ } قالوا ربنا اكشف { عَنَّا ٱلْعَذَابَ } يعني الجوع { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } بك وبكتابك ورسولك { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ } من أين لهم العظة والتوبة إذا كشفنا عنهم العذاب ويقال إذا أهلكناهم يوم بدر ويقال يوم القيامة { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } محمد صلى الله عليه وسلم { مُّبِينٌ } يبين لهم لغة يعلمونها { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } أعرضوا عن الإيمان به { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ } يعنون محمداً يعلمه جبر ويسار { مَّجْنُونٌ } مخنوق يختنق { إِنَّا كَاشِفُو ٱلْعَذَابِ } يعني الجوع { قَلِيلاً } يسيراً إلى يوم بدر { إِنَّكُمْ } يا أهل مكة { عَآئِدُونَ } راجعون إلى المعصية فلما رفع عنهم العذاب عادوا إلى المعصية فأهلكهم الله يوم بدر.