وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } صرفوا الناس عن دين الله وطاعته وهم المطعمون يوم بدر عتبة وشيبة ابنا ربيعة ومنبه ونبيه ابنا الحجاج وأبو البختري بن هشام وأبو جهل بن هشام وأصحابهم { أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } أبطل حسناتهم ونفقاتهم يوم بدر { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ومحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم وهم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام { وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ } بما نزل الله به جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } يعني القرآن { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } ذنوبهم بالجهاد { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } حالهم وشأنهم ونياتهم وعملهم في الدنيا ويقال أظهر أمرهم في الإسلام { ذَٰلِكَ } ثم بين الشيء الذي أحبط أعمال الكافرين وأصلح أعمال المؤمنين فقال ذلك الإبطال { بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَاطِلَ } يعني الشرك بالله { وَأَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ } يعني القرآن { كَذَٰلِكَ } هكذا { يَضْرِبُ ٱللَّهُ } يبين الله { لِلنَّاسِ } لأمة محمد صلى الله عليه وسلم { أَمْثَالَهُمْ } أمثال من كان قبلهم كيف أهلكهم الله عند تكذيب الرسل. ثم حرض المؤمنين على القتال { فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يوم بدر { فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ } فاضربوا أعناقهم { حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ } قهرتموهم وأسرتموهم { فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ } فاستوثقوا الأسير { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ } يقول تمن على الأسير فترسله بغير فداء { وَإِمَّا فِدَآءً } وإما أن يفادي المأسور نفسه { حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ } الكفار { أَوْزَارَهَا } أسلحتها ويقال حتى يترك الكفار { ذَٰلِكَ } العقوبة لمن كفر بالله { وَلَوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُمْ } لانتقم منهم من كفار مكة بالملائكة غيركم ويقال من غير قتالكم { وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ } ليختبر المؤمنين بالكافرين والقريب بالقريب { وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله يوم بدر وهم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام { فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } فلن يبطل حسناتهم في الجهاد.