التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١٠
يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
١١
وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
١٢
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٣
وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
١٤
-المائدة

تفسير القرآن

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بمحمد والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أهل النار { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني محمداً وأصحابه { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } احفظوا منّة الله عليكم بدفع بأس العدو عنكم. { إِذْ هَمَّ قَوْمٌ } أراد قوم يعني بني قريظة { أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } بالقتل { فَكَفَّ } فمنع { أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } بالقتل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله فيما أمركم { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } على المؤمنين أن يتوكلوا على الله { وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } قرار بني إسرائيل في التوراة في محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئاً { وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } رسولاً ويقال ملكاً لكل سبط ملك { وَقَالَ ٱللَّهُ } لهؤلاء الملوك { إِنِّي مَعَكُمْ } معينكم { لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ } أتممتم الصلاة التي فرضت عليكم { وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ } أعطيتم زكاة أموالكم { وَآمَنتُمْ } أقررتم وصدقتم { بِرُسُلِي } الذين يجيئون إليكم { وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } أعنتموهم ونصرتموهم بالسيف على الأعداء { وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } صادقاً من قلوبكم { لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } لأمحصن عليكم ذنوبكم دون الكبائر { وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } تطرد من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء واللبن والخمر والعسل { فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ } بعد أخذ الميثاق والإقرار به { مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } فقد ترك قصد طريق الهدى وكفروا إلا خمسة منهم فبين عقوبة الذين كفروا فقال { فَبِمَا نَقْضِهِم } يقول بنقضهم يعني الملوك { مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ } عذبناهم بالجزية { وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً } يابسة بلا نور { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } يغيرون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وبيان الرجم بعد بيانه في التوراة { وَنَسُواْ حَظَّا } تركوا بعضاً { مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أمروا به في التوراة من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وإظهار صفته ونعته. ثم ذكر خيانتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فقال { وَلاَ تَزَالُ } يا محمد { تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ } تعلم خائنة ومعصية { مِّنْهُمْ } يعني من بني قريظة { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } عبد الله بن سلام وأصحابه { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } ولا تعاقبهم { وَٱصْفَحْ } اترك { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } إلى الناس { وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ } يعني نصارى نجران { أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } في الإنجيل باتباع محمد صلى الله عليه وسلم وبيان صفته وأن لا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئاً { فَنَسُواْ حَظّاً } فتركوا بعضاً { مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أمروا به { فَأَغْرَيْنَا } ألقينا { بَيْنَهُمُ } بين اليهود والنصارى ويقال بين نصارى أهل نجران النسطورية والمار يعقوبية والمرقوسية والملكانية { ٱلْعَدَاوَةَ } بالقتل والهلاك { وَٱلْبَغْضَآءَ } في القلب { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ } يخبرهم الله { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } من المخالفة والخيانة والكتمان والعداوة والبغضاء.