التفاسير

< >
عرض

سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآءُوكَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ
٤٢
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ
٤٣
إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ
٤٤
-المائدة

تفسير القرآن

{ سَمَّاعُونَ } قوالون { لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } للرشوة والحرام بتغيير حكم الله { فَإِن جَآءُوكَ } يا محمد يعني بني قريظة والنضير ويقال أهل خيبر { فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ } بين بني قريظة والنضير بالرجم ويقال بين أهل خيبر { أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ } أنت بالخيار { وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تحكم بينهم { فَلَن يَضُرُّوكَ } لن ينقصوك { شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَٱحْكُمْ بَيْنَهُمْ } بين بني قريظة والنضير ويقال بين أهل خيبر { بِٱلْقِسْطِ } بالرجم { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } العادلين بكتاب الله العاملين بالرجم { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ } على وجه التعجب في الرجم { وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا } في التوراة { حُكْمُ ٱللَّهِ } يعني الرجم { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد البيان في التوراة والقرآن { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } بالتوراة { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ } على موسى { فِيهَا } في التوراة { هُدًى } من الضلالة { وَنُورٌ } بيان الرجم { يَحْكُمُ بِهَا } بالتوراة { ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } الذين كانوا مسلمين من لدن موسى إلى عيسى وبينهما ألف نبي بين الذين أسلموا { لِلَّذِينَ هَادُواْ } الآباء الذين هادوا { وَٱلرَّبَّانِيُّونَ } يقول وكان يحكم بها الربانيون والعلماء وأصحاب الصوامع دون الأنبياء { وَٱلأَحْبَارُ } سائر العلماء { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ } بما عملوا ودعوا من كتاب الله { وَكَانُواْ عَلَيْهِ } على الرجم { شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } في إظهار صفة محمد ونعته والرجم { وَٱخْشَوْنِ } في كتمانها { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي } بكتمان صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته وآية الرجم { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في التوراة من صفة محمد ونعته وآية الرجم { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } بالله والرسول والكتاب.