{ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ } إذا صرتم نشاوى { وَٱلْمَيْسِرِ } وهو القمار إذا ذهب مالكم { وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } يقول ويصرفكم الخمر عن طاعة الله { وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ } يقول يصدكم عن الصلوات الخمس { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } أفلا تنتهون { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في تحريم الخمر { وَٱحْذَرُواْ } في تحليلها أو شربها { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } عن طاعتهما في تحريم الخمر { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا } محمد { ٱلْبَلاَغُ } التبليغ عن الله { ٱلْمُبِينُ } بلغة تعلمونها ثم نزل في رجال المهاجرين والأنصار لقولهم للنبي صلى الله عليه وسلم كيف حال الذين ماتوا منا على شرب الخمر قبل التحريم فأنزل الله فيهم { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { جُنَاحٌ } مأثم { فِيمَا طَعِمُوۤاْ } شربوا وهذا فيمن شرب من الأحياء والأموات قبل التحريم { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش { وَآمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ } يعني الأحياء تحليل الخمر بعد تحريمها وآمنوا بتحريمها { ثُمَّ اتَّقَواْ } شربها { وَّأَحْسَنُواْ } تركوا شربها { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } في ترك شربها وهذا فيمن شرب من الأحياء قبل البيان ثم نزل في تحريم الصيد عام الحديبية فقال { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلصَّيْدِ } يقول ليختبرنكم بصيد البر { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ } إلى فراخه وبيضه { وَرِمَاحُكُمْ } إلى الوحش عام الحديبية { لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ } لكي يرى الله { مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ } فيترك الصيد { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ } متعمداً { بَعْدَ ذٰلِكَ } بعد ما حكم عليه بالجزاء وبين { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ضرب وجيع يملأ ظهره وبطنه ضرباً وجيعاً { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } أو في الحرم { وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً } نزلت هذه الآية في أبي اليسر بن عمرو قتل صيداً متعمداً بقتله ناسياً لإحرامه فأنزل الله فيه ومن قتله منكم متعمداً بقتله ناسياً لإحرامه { فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ } يقومه عليه حكمان { هَدْياً } فيشتري به هدياً { بَالِغَ ٱلْكَعْبَةِ } يبلغ به الكعبة { أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ } يقول أو يقوم عليه بالدراهم والدراهم بالطعام فيطعم به مساكين أهل مكة { أَو عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَاماً } يقول إن لم يجد الطعام يقوم عليه مكان نصف صاع صوم يوم { لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ } عقوبة أمره { عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَف } قبل التحريم { وَمَنْ عَادَ } بعد ما حكم عليه وضرب ضرباً وجيعاً في الدنيا { فَيَنْتَقِمُ ٱللَّهُ مِنْهُ } فيترك حتى ينتقم الله منه { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } بالنقمة { ذُو ٱنْتِقَامٍ } ذو عقوبة.