التفاسير

< >
عرض

قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ
١
بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ
٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ
٣
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ
٤
بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ
٥
أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
٦
وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
٧
تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ
٨
وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ
٩
وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
١٠
رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ
١١

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { قۤ } يقول هو جبل أخضر محدق بالدنيا وخضرة السماء منه أقسم الله به { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } وأقسم الشريف { بَلْ عَجِبُوۤاْ } قريش ولهذا كان القسم قد عجبوا حين قال الله لهم تبعثون بعد الموت وقال بل عجبوا قريش منهم أبي وأمية ابنا خلف ومنبه ونبيه ابنا الحجاج { أَن جَآءَهُمْ } بأن جاءهم { مُّنذِرٌ } رسول مخوف { مِّنْهُمْ } من نسبهم { فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } كفار مكة أبي وأمية ومنبه ونبيه { هَـٰذَا } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام أن نبعث بعد الموت { شَيْءٌ عَجِيبٌ } إذ يقول { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } صرنا تراباً رميماً نبعث { ذَٰلِكَ } الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { رَجْعٌ } رد { بَعِيدٌ } طويل لا يكون إنكاراً منهم للبعث قال الله { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ } ما تأكل الأرض من لحومهم بعد موتهم وما تترك { وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } من الشيطان وهو اللوح المحفوظ فيه مكتوب موتهم ومكثهم في القبر ومبعثهم يوم القيامة { بَلْ كَذَّبُواْ } قريش { بِٱلْحَقِّ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لَمَّا جَآءَهُمْ } محمد عليه الصلاة والسلام حين جاءهم وهذا جواب القسم أن قد جاءهم محمد عليه الصلاة والسلام بالقرآن { فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } ضلال ويقال ملتبس ويقال في قوله مختلف بعضهم مكذب وبعضهم مصدق { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ } كفار مكة { إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ } فوق رؤوسهم { كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } خلقناها بلا عمد { وَزَيَّنَّاهَا } بالنجوم يعني سماء الدنيا { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } من شقوق وصدوع وعيوب وخلل { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها على الماء { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا } في الأرض { رَوَاسِيَ } جبالاً ثوابت أوتاداً لها لكي لا تميد بهم { وَأَنبَتْنَا فِيهَا } في الأرض { مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } من كل لون حسن في المنظر { تَبْصِرَةً } لكي تبصروا { وَذِكْرَىٰ } عظة لكي تتعظوا به ويقال تبصرة عبرة وتفكراً وذكرى عظة { لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } مقبل إلى الله وإلى طاعته { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { مُّبَارَكاً } بالنبات والمنفعة فيه حياة كل شيء { فَأَنبَتْنَا بِهِ } بالمطر { جَنَّاتٍ } بساتين { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } الحبوب كلها التي تحصد { وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ } طوالاً غلاظاً { لَّهَا طَلْعٌ } كفرى وثمر { نَّضِيدٌ } منضود مجتمع { رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ } طعاماً للخلق يعني الحبوب { وَأَحْيَيْنَا بِهِ } بالمطر { بَلْدَةً مَّيْتاً } مكاناً لا نبات فيه { كَذَٰلِكَ ٱلْخُرُوجُ } هكذا يحيون ويخرجون من القبور يوم القيامة بالمطر.