التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ
١١
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٢
يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
١٥
آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ
١٦
كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
١٧
وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
١٨
وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
١٩
وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ
٢٠
وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ
٢١
وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
٢٢
فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ
٢٣
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٤
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٢٥
فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
٢٦
-الذاريات

تفسير القرآن

{ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } في جهالة وعمى من أمر الآخرة { سَاهُونَ } لاهون عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يَسْأَلُونَ } يا محمد بنو مخزوم { أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } متى يوم القيامة الذي نعذب فيه قال الله { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } يحرقون ويقال ينضحون ويقال في النار يعذبون ويقال على النار يجرون تقول لهم الزبانية { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } حرقكم وعذابكم ونضجكم { هَـٰذَا } العذاب { ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في الدنيا ثم بين مستقر المؤمنين أبي بكر وأصحابه فقال { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { فِي جَنَّاتٍ } بساتين { وَعُيُونٍ } ماء طاهر { آخِذِينَ } قابلين راضين { مَآ آتَاهُمْ } ما أعطاهم ربهم في الجنة ويقال عاملين بما أمرهم { رَبُّهُمْ } في الدنيا { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَٰلِكَ } الثواب والكرامة { مُحْسِنِينَ } في الدنيا بالقول والفعل { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } يقول قلما ينامون من الليل { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يصلون { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } ويرون في أموالهم حقاً معلوماً { لَّلسَّآئِلِ } الذي يسأل { وَٱلْمَحْرُومِ } الذي لا يسأل ولا يعطى ولا يفطن به ويقال المحروم الذي قد حرم أجره وغنيمته ويقال المحروم هو المحترف المقتر عليه معيشته والذي لا يلقى قوت يومه { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } علامات وعبرات مثل الشجر والدواب والجبال والبحار { لِّلْمُوقِنِينَ } المصدقين بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ } أيضاً علامات من الأوجاع والأمراض والبلايا حتى يأكل الرجل من مكان واحد ويخرج من مكانين { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } أفلا تعقلون فتتفكروا فيما خلق الله { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } ومن السماء يأتي رزقكم يعني المطر { وَمَا تُوعَدُونَ } يعني الجنة ويقال وفي السماء رزقكم على رب السماء رزقكم وما توعدون من الثواب والعقاب { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أقسم بنفسه { إِنَّهُ } إن الذي قصصت لكم من أمر الرزق { لَحَقٌّ } لصدق كائن { مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } تقولون لا إله إلا الله { هَلْ أَتَاكَ } يا محمد { حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } خبر أضياف إبراهيم { ٱلْمُكْرَمِينَ } أكرمهم بالعجل { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } على إبراهيم عليه السلام جبريل وملكان معه ويقال جبريل واثنا عشر ملكاً كانوا معه { فَقَالُواْ سَلاَماً } سلموا على إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ } رد عليهم إبراهيم السلام أنتم { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } لم يعرفهم ولم يعرف سلامهم في تلك الأرض في ذلك الزمان { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ } فرجع إبراهيم إلى أهله { فَجَآءَ } إلى أضيافه { بِعِجْلٍ سَمِينٍ } صغير مشوي.