{ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ} في جهالة وعمى من أمر الآخرة {سَاهُونَ} لاهون عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {يَسْأَلُونَ} يا محمد بنو مخزوم {أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ} متى يوم القيامة الذي نعذب فيه قال الله {يَوْمَ} وهو يوم القيامة {هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ} يحرقون ويقال ينضحون ويقال في النار يعذبون ويقال على النار يجرون تقول لهم الزبانية {ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ} حرقكم وعذابكم ونضجكم {هَـٰذَا} العذاب {ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} في الدنيا ثم بين مستقر المؤمنين أبي بكر وأصحابه فقال {إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ} الكفر والشرك والفواحش {فِي جَنَّاتٍ} بساتين {وَعُيُونٍ} ماء طاهر {آخِذِينَ} قابلين راضين {مَآ آتَاهُمْ} ما أعطاهم ربهم في الجنة ويقال عاملين بما أمرهم {رَبُّهُمْ} في الدنيا {إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَٰلِكَ} الثواب والكرامة {مُحْسِنِينَ} في الدنيا بالقول والفعل {كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} يقول قلما ينامون من الليل {وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يصلون {وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ} ويرون في أموالهم حقاً معلوماً {لَّلسَّآئِلِ} الذي يسأل {وَٱلْمَحْرُومِ} الذي لا يسأل ولا يعطى ولا يفطن به ويقال المحروم الذي قد حرم أجره وغنيمته ويقال المحروم هو المحترف المقتر عليه معيشته والذي لا يلقى قوت يومه {وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ} علامات وعبرات مثل الشجر والدواب والجبال والبحار {لِّلْمُوقِنِينَ} المصدقين بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ} أيضاً علامات من الأوجاع والأمراض والبلايا حتى يأكل الرجل من مكان واحد ويخرج من مكانين {أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} أفلا تعقلون فتتفكروا فيما خلق الله {وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ} ومن السماء يأتي رزقكم يعني المطر {وَمَا تُوعَدُونَ} يعني الجنة ويقال وفي السماء رزقكم على رب السماء رزقكم وما توعدون من الثواب والعقاب {فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ} أقسم بنفسه {إِنَّهُ} إن الذي قصصت لكم من أمر الرزق {لَحَقٌّ} لصدق كائن {مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} تقولون لا إله إلا الله {هَلْ أَتَاكَ} يا محمد {حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} خبر أضياف إبراهيم {ٱلْمُكْرَمِينَ} أكرمهم بالعجل {إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ} على إبراهيم عليه السلام جبريل وملكان معه ويقال جبريل واثنا عشر ملكاً كانوا معه {فَقَالُواْ سَلاَماً} سلموا على إبراهيم {قَالَ سَلاَمٌ} رد عليهم إبراهيم السلام أنتم {قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} لم يعرفهم ولم يعرف سلامهم في تلك الأرض في ذلك الزمان {فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ} فرجع إبراهيم إلى أهله {فَجَآءَ} إلى أضيافه {بِعِجْلٍ سَمِينٍ} صغير مشوي.