التفاسير

< >
عرض

فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ
٢٧
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ
٢٨
فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٣٠
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
٣١
قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٣٢
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ
٣٣
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ
٣٤
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
-الذاريات

تفسير القرآن

{ فَقَرَّبَهُ } يعني العجل المشوي { إِلَيْهِمْ } إلى أضيافه فلم يمدوا أيديهم إلى الطعام { قَالَ } إبراهيم { أَلاَ تَأْكُلُونَ } من الطعام { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } فأضمر إبراهيم في نفسه خيفة حيث لم يأكلوا من طعامه فظن أنهم لصوص وكان في زمانه إذا أكل الرجل من طعام صاحبه أمنه فلما علموا خوف إبراهيم { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } منا يا إبراهيم إنا رسل ربك { وَبَشَّرُوهُ } من الله { بِغُلاَمٍ } بولد { عَلَيمٍ } في صغره حليم عظيم في كبره وهو إسحاق { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ } أخذت امرأته سارة { فِي صَرَّةٍ } في صيحة وولولة { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } فجمعت أطراف أصابعها وضربت على وجهها وجبهتها { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أعجوز عقيم تلد كيف هذا { قَالُواْ } قال جبريل ومن معه { كَذَٰلِكِ } كما قلنا يا سارة { قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ } يحكم بالولد من العقيم وغير العقيم { ٱلْعَلِيمُ } يعلم بما يكون منكما { قَالَ } إبراهيم { فَمَا خَطْبُكُمْ } فما شأنكم وما بالكم وبماذا جئتم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } مشركين اجترموا الهلاك على أنفسهم بعملهم الخبيث يعنون قوم لوط { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } مطبوخ كالآجر { مُّسَوَّمَةً } مخططة بالسواد والحمرة { عِندَ رَبِّكَ } من عند ربك تأتي تلك الحجارة { لِلْمُسْرِفِينَ } على المشركين { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا } في قريات لوط { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } من الموحدين { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا } في قريات لوط { غَيْرَ بَيْتٍ } غير أهل بيت { مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } من المقربين وهو لوط وابنتاه زاعورا وريثا { وَتَرَكْنَا فِيهَآ } يعني وتركنا في قريات لوط { آيَةً } علامة وعبرة { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } في الآخرة فلا يقتدون بفعلهم { وَفِي مُوسَىٰ } أيضاً عبرة { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } بحجة بينة: اليد والعصا { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } فأعرض فرعون عن الإيمان بالآية وبموسى بركنه بجنوده { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } يختنق { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ } جموعه { فَنَبَذْنَاهُمْ } فأغرقناهم { فِي ٱلْيَمِّ } في البحر { وَهُوَ مُلِيمٌ } مذموم عند الله يلوم نفسه { وَفِي عَادٍ } في قوم هود أيضاً عبرة { إِذْ أَرْسَلْنَا } سلطنا { عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } الشديدة التي لا فرج لهم فيها وهي الريح الدبور { مَا تَذَرُ } ما تترك { مِن شَيْءٍ } منهم ولهم { أَتَتْ عَلَيْهِ } مرت عليه الريح { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } كالتراب { وَفِي ثَمُودَ } أي في قوم صالح أيضاً عبرة { إِذْ قِيلَ لَهُمْ } قال لهم صالح بعد عقرهم الناقة { تَمَتَّعُواْ } عيشوا { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى حين العذاب { فَعَتَوْاْ } فأبوا { عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } عن قبول أمر ربهم { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } الصيحة بالعذاب { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إلى العذاب نازلاً عليهم.