التفاسير

< >
عرض

مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ
١٧
لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ
١٨
أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ
١٩
وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ
٢٠
أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ
٢١
تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ
٢٢
إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ
٢٣
أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ
٢٤
فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ
٢٥
وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ
٢٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ
٢٧
وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً
٢٨
فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
٢٩
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ
٣٠
-النجم

تفسير القرآن

{ مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ } ما مال البصر بصر محمد عليه السلام يميناً ولا شمالاً بما رأى { وَمَا طَغَىٰ } ما تجاوز عما رأى رأى جبريل له ستمائة جناح { لَقَدْ رَأَىٰ } محمد صلى الله عليه وسلم { مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ } من عجائب ربه الكبرى أي العظمى { أَفَرَأَيْتُمُ } أفتظنون يا أهل مكة أن { ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ } الأخرى { وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } تنفعكم في الآخرة بل لا تنفعكم ويقال أفتظنون أن عبادتكم اللات والعزى الأخرى ومناة الثالثة في الدنيا تنفعكم في الآخرة بل لا تنفعكم أما اللات فكانت صنماً بالطائف لثقيف يعبدونها وأما العزى فكانت شجرة ببطن نخلة لغطفان يعبدونها وأما مناة الثالثة فكانت صنماً بمكة لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون الله { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ } يا أهل مكة ترضونه لأنفسكم { وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } وأنتم تكرهونها ولا ترضونها لأنفسكم { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } جائرة { إِنْ هِيَ } ما هي اللات والعزى ومناة الثالثة { إِلاَّ أَسْمَآءٌ } أصنام { سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم } الآلهة ويقال صنعتموها أنتم وآباؤكم لأنفسكم { مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا } بعبادتكم لها وتسميتكم لها { مِن سُلْطَانٍ } من كتاب فيه حجتكم { إِن يَتَّبِعُونَ } ما يعبدون اللات والعزى ومناة الثالثة وما يسمونها الآلهة { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } إلا بالظن بغير يقين { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } وبهوى الأنفس و { وَلَقَدْ جَآءَهُم } يعني أهل مكة { مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } البيان في القرآن بأن ليس لله ولد ولا شريك { أَمْ لِلإِنسَانِ } لأهل مكة { مَا تَمَنَّىٰ } ما يشتهون أن الملائكة والأصنام يشفعون لهم { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ } بإعطاء الثواب والكرامة والشفاعة { وٱلأُولَىٰ } بإعطاء المعرفة والتوفيق { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } ممن زعمتم أنهم بنات الله { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً } لا يشفعون لأحد { إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ } يأمر الله بالشفاعة { لِمَن يَشَآءُ } لمن كان أهلاً لذلك من المؤمنين { وَيَرْضَىٰ } عنهم بالتوحيد { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت يعني كفار مكة { لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَۤئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } يجعلونهم بنات الله { وَمَا لَهُم بِهِ } بما يقولون { مِنْ عِلْمٍ } من حجة ولا بيان { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ما يقولون إلا الظن يعني بغير يقين يفترون { وَإِنَّ ٱلظَّنَّ } وإن عبادة الظن وقول الظن { لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ } من عذاب الله { شَيْئاً فَأَعْرِضْ } وجهك يا محمد { عَن مَّن تَوَلَّىٰ } أعرض { عَن ذِكْرِنَا } عن توحيدنا وكتابنا { وَلَمْ يُرِدْ } بعمله { إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا يعني أبا جهل وأصحابه { ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ } هذا غاية علمهم وعقلهم ورأيهم إذ قالوا إن الملائكة والأصنام بنات الله وإن الآخرة لا تكون { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } عن دينه يعني أبا جهل وأصحابه { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ } لدينه بغير أبا بكر.