التفاسير

< >
عرض

فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٢١
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٢٢
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ
٢٣
فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٢٤
أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
٢٥
سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ
٢٦
إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ
٢٧
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ
٢٨
فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ
٢٩
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٠
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ
٣١
وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٣٢
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ
٣٣
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ
٣٤
نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ
٣٥
وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ
٣٦
وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٧
وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ
٣٨
-القمر

تفسير القرآن

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي } انظر يا محمد كيف كان عذابي عليهم { وَنُذُرِ } فكيف كان حال منذري لمن أنذرهم هود فلم يؤمنوا { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للحفظ والقراءة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بقوم هود فيترك المعصية { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } قوم صالح { بِٱلنُّذُرِ } صالحاً وجملة الرسل { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا } آدمياً مثلنا { وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ } في دينه وأمره { إِنَّآ إِذاً } إن فعلنا { لَّفِي ضَلاَلٍ } في خطأ بين { وَسُعُرٍ } تعب وعناء { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ } أخص بالنبوة { عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } ونحن أشرف منه { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ } يكذب على الله { أَشِرٌ } بطر مرح يعنون صالحاً فقال لهم صالح { سَيَعْلَمُونَ غَداً } يوم القيامة { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ } على الله { ٱلأَشِرُ } البطر المرح فقال الله لصالح { إِنَّا مُرْسِلُو ٱلنَّاقَةِ } مخرجو الناقة من الصخرة { فِتْنَةً لَّهُمْ } بلية لقومك { فَٱرْتَقِبْهُمْ } فانتظرهم إلى خروج الناقة { وَٱصْطَبِرْ } اصبر على أذاهم وعلى قتلهم الناقة { وَنَبِّئْهُمْ } أخبرهم { أَنَّ ٱلْمَآءَ } ماء البئر { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } وبين الناقة يوم لها ويوم لهم { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } كل شارب لحضور صاحبه فأخبرهم صالح فرضوا بذلك ومكثوا على ذلك زماناً فغلب عليهم الشقاء { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } نادى مصدع وقدار بن سالف بعد ما رماها مصدع بن دهر بسهم { فَتَعَاطَىٰ } فتناول قدار بسهم آخر { فَعَقَرَ } فقتلوا الناقة وقسموا لحمها { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } فانظر يا محمد كيف كان عذابي عليهم وكيف كان حال منذري لمن أنذرهم صالح فلم يؤمنوا { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي صيحة جبريل بالعذاب بعد ثلاثة أيام من قتل الناقة { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } فصاروا كالشيء الذي داسته الغنم في الحظيرة { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للعظة والحفظ والقراءة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } فهل من متعظ فيتعظ بما صنع بقوم صالح فيترك المعصية ويقال فهل من طالب علم فيعان عليه { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } لوطاً وجملة الرسل { إِنَّآ أَرْسَلْنَا } أنزلنا { عَلَيْهِمْ حَاصِباً } حجارة { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } إلا على لوط وابنتيه زاعورا وريثا { نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } عند السحر { نِّعْمَةً } رحمة { مِّنْ عِندِنَا كَذَٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي مَن شَكَرَ } من وحد وشكر نعمة الله بالنجاة { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ } خوفهم لوط { بَطْشَتَنَا } عذابنا { فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } فتجاحدوا بالرسل أي كذبوا لوطاً بما قال لهم { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } أرادوا أضيافه جبريل ومن معه من الملائكة بعملهم الخبيث { فَطَمَسْنَآ } ففقأنا { أَعْيُنَهُمْ } أعمى جبريل أعينهم { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } فقلت لهم ذوقوا عذابي ونذر منذري { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم } أخذهم { بُكْرَةً } وهي طلوع الفجر { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } دائم موصول بعذاب الآخرة.