التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٩
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ
٤٠
وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ
٤١
كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ
٤٣
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
٤٤
سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ
٤٦
إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ
٤٧
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
٤٩
وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ
٥٠
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٥١
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ
٥٢
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ
٥٣
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
٥٤
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
٥٥
-القمر

تفسير القرآن

{ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } فقلت لهم ذوقوا عذابي ونذر منذري من أنذرهم لوط فلم يؤمنوا { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للحفظ والقراءة والكتابة { فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بقوم لوط فيترك المعصية { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } إلى فرعون وقومه موسى وهارون { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا } التسع { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ } منيع قوي بالعقوبة { مُّقْتَدِرٍ } قادر بالعذاب { أَكُفَّارُكُمْ } يا محمد ويقال يا أهل مكة { خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ } من الذين قصصنا عليكم { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } نجاة في الكتب من العذاب { أَمْ يَقُولُونَ } كفار مكة { نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } ممتنع من العذاب { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } جمع الكفار يوم بدر { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } منهزمين يعني أبا جهل وأصحابه فمنهم من قتل يوم بدر ومنهم من هزم { بَلِ ٱلسَّاعَةُ } بل قيام الساعة { مَوْعِدُهُمْ } بالعذاب { وَٱلسَّاعَةُ } بالعذاب { أَدْهَىٰ } أعظم { وَأَمَرُّ } أشد من عذاب يوم بدر { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه { فِي ضَلاَلٍ } في خطأ بين في الدنيا { وَسُعُرٍ } تعب وعناء في النار { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُسْحَبُونَ } يجرون { فِي ٱلنَّارِ } تجرهم الزبانية { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } إلى النار فتقول لهم الزبانية { ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } عذاب سقر { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ } من أعمالكم { خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } فجحدتم ذلك نزلت هذه الآية في أهل القدر { وَمَآ أَمْرُنَآ } بقيام الساعة { إِلاَّ وَاحِدَةٌ } كلمة واحدة لا تثنى { كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } في السرعة كطرف البصر ويقال إنا كل شيء خلقناه بقدر يقول خلقنا لكل شيء شكله وما يوافقه من الثياب والمتاع { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ } أهل دينكم وأشباهكم يا أهل مكة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بهم فيترك المعصية { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ } في الشرك بالله من المعصية والجفاء بالأنبياء { فِي ٱلزُّبُرِ } في الكتب مكتوب ويقال في اللوح المحفوظ نزلت هذه الآية في أهل القدر أيضاً { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ } من الخير والشر { مُّسْتَطَرٌ } مكتتب في اللوح المحفوظ نزلت هذه الآية أيضاً في أهل القدر وجحدوا ذلك { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { فِي جَنَّاتٍ } بساتين { وَنَهَرٍ } أنهار كثيرة ويقال في رياض وسعة { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } في أرض كريمة أرض الجنة { عِندَ مَلِيكٍ } ملك عليهم { مُّقْتَدِرِ } قادر بالثواب والعقاب على عباده.