التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٨
مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
١٩
بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ
٢٠
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢١
يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ
٢٢
فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٣
وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ
٢٤
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٥
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ
٢٦
وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ
٢٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٢٨
يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
٢٩
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٠
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ
٣١
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٢
يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ
٣٣
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٤
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ
٣٥
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٦
فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ
٣٧
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٣٨
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ
٣٩
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
٤٠
يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ
٤١
-الرحمن

تفسير القرآن

{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسل البحرين العذب والمالح { يَلْتَقِيَانِ } لا يختلطان { بَيْنَهُمَا } بين العذب والمالح { بَرْزَخٌ } حاجز من الله { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا } من المالح خاصة { الُّلؤْلُؤُ } ما كبر { وَالمَرْجَانُ } ما صغر منه { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ } السفن المنشآت المخلوقات المرفوعات { فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } كالجبال إذا رفع شراعهن { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا } على وجه الأرض { فَانٍ } يموت ويقال كل من عليها فان يفنى ويقال كل من عمل لغير الله يفنى { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ } حي لا يموت ويقال ما ابتغى به وجه ربك من الأعمال الصالحة { ذُو ٱلْجَلاَلِ } ذو العظمة والسلطان { وَٱلإِكْرَامِ } والتجاوز والإحسان { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الملائكة { وَٱلأَرْضِ } من المؤمنين فأهل الأرض يسألونه المغفرة والتوفيق والعصمة والكرامة والرزق { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } منه شأن شأنه أن يحيي ويميت ويعز ويذل ويولد مولوداً ويفك أسيراً وشأنه أكثر من أن يحصى { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ } سنحفظ عليكم أعمالكم في الدنيا ونحاسبكم بها يوم القيامة { أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } الجن والإنس { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ويقول لكم { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } قدرتم { أَن تَنفُذُواْ } تخرجوا { مِنْ أَقْطَارِ } أطراف { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } وصفوف الملائكة { فَٱنفُذُواْ } فاخرجوا وفروا { لاَ تَنفُذُونَ } لا تقدروا أن تخرجوا.
{ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } بعذر وحجة { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا } إذا خرجتم من القبور أيها الجن والإنس { شُوَاظٌ } لهب { مِّن نَّارٍ } لا دخان لها { وَنُحَاسٌ } دخان يسوقانكما إلى المحشر { فَلاَ تَنتَصِرَانِ } فلا تمتنعان من السوق { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ } بنزول الملائكة وهيبة الرب { فَكَانَتْ وَرْدَةً } فصارت ملونة { كَٱلدِّهَانِ } كألوان الدهن ويقال وردة كألوان الورد ويقال كالأديم المغربي أي حمرة مع السواد { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَيَوْمَئِذٍ } وهو يوم القيامة بعد الفراغ من الحساب { لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ } عن عمله { إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } المؤمن يعرف ببياض وجهه أغر محجل ويقال لا يسأل عن ذنب الإنس والجن وعن ذنب الجن و الإنس { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } المشركون بسواد وجوههم وزرقة أعينهم { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } فيجمع النواصي بالأقدام فيطرحون في النار.