{فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ} أرسل البحرين العذب والمالح {يَلْتَقِيَانِ} لا يختلطان {بَيْنَهُمَا} بين العذب والمالح {بَرْزَخٌ} حاجز من الله {لاَّ يَبْغِيَانِ} لا يختلطان ولا يغير كل واحد منهما طعم صاحبه {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا} من المالح خاصة {الُّلؤْلُؤُ} ما كبر {وَالمَرْجَانُ} ما صغر منه {فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ} السفن المنشآت المخلوقات المرفوعات {فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ} كالجبال إذا رفع شراعهن {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا} على وجه الأرض {فَانٍ} يموت ويقال كل من عليها فان يفنى ويقال كل من عمل لغير الله يفنى {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ} حي لا يموت ويقال ما ابتغى به وجه ربك من الأعمال الصالحة {ذُو ٱلْجَلاَلِ} ذو العظمة والسلطان {وَٱلإِكْرَامِ} والتجاوز والإحسان {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ} من الملائكة {وَٱلأَرْضِ} من المؤمنين فأهل الأرض يسألونه المغفرة والتوفيق والعصمة والكرامة والرزق {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} منه شأن شأنه أن يحيي ويميت ويعز ويذل ويولد مولوداً ويفك أسيراً وشأنه أكثر من أن يحصى {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ سَنَفْرُغُ لَكُمْ} سنحفظ عليكم أعمالكم في الدنيا ونحاسبكم بها يوم القيامة {أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ} الجن والإنس {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ويقول لكم {يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ} قدرتم {أَن تَنفُذُواْ} تخرجوا {مِنْ أَقْطَارِ} أطراف {ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} وصفوف الملائكة {فَٱنفُذُواْ} فاخرجوا وفروا {لاَ تَنفُذُونَ} لا تقدروا أن تخرجوا.
{إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} بعذر وحجة {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا} إذا خرجتم من القبور أيها الجن والإنس {شُوَاظٌ} لهب {مِّن نَّارٍ} لا دخان لها {وَنُحَاسٌ} دخان يسوقانكما إلى المحشر {فَلاَ تَنتَصِرَانِ} فلا تمتنعان من السوق {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ} بنزول الملائكة وهيبة الرب {فَكَانَتْ وَرْدَةً} فصارت ملونة {كَٱلدِّهَانِ} كألوان الدهن ويقال وردة كألوان الورد ويقال كالأديم المغربي أي حمرة مع السواد {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَيَوْمَئِذٍ} وهو يوم القيامة بعد الفراغ من الحساب {لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ} عن عمله {إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ} المؤمن يعرف ببياض وجهه أغر محجل ويقال لا يسأل عن ذنب الإنس والجن وعن ذنب الجن و الإنس {فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} المشركون بسواد وجوههم وزرقة أعينهم {فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ} فيجمع النواصي بالأقدام فيطرحون في النار.