التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
٣٦
عُرُباً أَتْرَاباً
٣٧
لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٣٨
ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ
٣٩
وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ
٤٠
وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ
٤١
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
٤٢
وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ
٤٣
لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ
٤٤
إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ
٤٥
وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ
٤٦
وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
٤٧
أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ
٤٨
قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ
٤٩
لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
٥٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ
٥١
لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ
٥٢
فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ
٥٣
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ
٥٤
فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ
٥٥
هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ
٥٦
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ
٥٧
أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ
٥٨
ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ
٥٩
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
٦٠
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٦١
-الواقعة

تفسير القرآن

{ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } عذارى { عُرُباً } شكلات غنجات عاشقات متحببات إلى أزواجهن { أَتْرَاباً } مستويات في السن والميلاد على مقدار ثلاثة وثلاثين سنة { لأَصْحَٰبِ ٱلْيَمِينِ } لأهل الجنة وكلهم أهل الجنة { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } جماعة من أوائل الأمم كلها قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } جماعة من أواخر الأمم كلها وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويقال كلتا الثلتين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } أهل النار { مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } ما يدريك يا محمد ما لأهل النار من الهوان والعذاب { فِي سَمُومٍ } في لهب النار ويقال لفيح النار ويقال في ريح باردة ويقال حارة { وَحَمِيمٍ } ماء حار { وَظِلٍّ } عليهم { مِّن يَحْمُومٍ } من دخان جهنم أسود { لاَّ بَارِدٍ } مقيلهم { وَلاَ كَرِيمٍ } حسن ويقال لا بارد شرابهم ولا كريم عذاب { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ } في الدنيا { مُتْرَفِينَ } مسرفين ويقال متنعمين ويقال متحيرين { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ } في الدنيا يقيمون ويمكثون { عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } على الذنب العظيم يعني الشرك بالله ويقال اليمين الغموس { وَكَانُواْ يِقُولُونَ } إذا كانوا في الدنيا { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا } صرنا { تُرَاباً } رميماً { وَعِظَاماً } بالية { أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } لمحيون فقال لهم الأنبياء نعم فقالوا للأنبياء { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } قبلنا { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ } ميعاد { يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } معروف يجتمع فيه الأولون والآخرون وهو يوم القيامة { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ } عن الإيمان والهدى { ٱلْمُكَذِّبُونَ } بالله والرسول والكتاب يعني أبا جهل وأصحابه { لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } من شجر الزقوم { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } من شجر الزقوم البطون وهي شجرة نابتة في أصل الجحيم { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ } على الزقوم { مِنَ ٱلْحَمِيمِ } الماء الحار { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } شرب الإبل الظماء إذا أخذها الداء الهيام لا تكاد أن تروي ويقال كشرب الإبل العطاش إذا أكلت الحمض ويقال الهيم هي الأرض السهلة { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ } طعامهم وشرابهم { يَوْمَ ٱلدِّينِ } يوم الحساب { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ } يا أهل مكة { فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } فهلا تصدقون بالرسول { أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ } ما تهريقون في أرحام النساء { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { تَخْلُقُونَهُ } نسماً في الأرحام ذكراً أو أنثى شقياً أو سعيداً { أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ } بل نحن الخالقون لا أنتم { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ } سوينا بينكم بالموت تموتون كلكم ويقال قسمنا بينكم الآجال إلى الموت فمنكم من يعيش مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة أو أقل أو أكثر من ذلك { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } بعاجزين { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ } نهلككم ونأتي بغيركم خيراً منكم وأطوع لله { وَنُنشِئَكُمْ } نخلقكم يوم القيامة { فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ } في صورة لا تعرفون سود الوجوه زرق الأعين ويقال في صورة القردة والخنازير ويقال نجعل أرواحكم فيما لا تعلمون فيما لا تصدقون وهي النار.