التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ
٦٢
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ
٦٣
ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ
٦٤
لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
٦٥
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
٦٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٦٧
أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ
٦٨
ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ
٦٩
لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ
٧٠
أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ
٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ
٧٣
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ
٧٥
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
٧٦
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
٧٧
فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ
٧٨
لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ
٧٩
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٠
أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
٨٢
فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ
٨٣
وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ
٨٤
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ
٨٥
فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
٨٦
تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٨٧
فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
٨٨
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
٨٩
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩٠
فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٩١
وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ
٩٢
فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ
٩٣
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
٩٤
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٩٦
-الواقعة

تفسير القرآن

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ } يا أهل مكة { ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ } الخلق الأول في بطون الأمهات ويقال خلق آدم { فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } فهلا تتعظون بالخلق الأول فتؤمنوا بالخلق الآخر { أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } تبذرون من الحبوب { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { تَزْرَعُونَهُ } تنبتونه { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } المنبتون { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ } يعني الزرع { حُطَاماً } يابساً بعد خضرته { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } فصرتم تعجبون من يبوسته وهلاكه وتقولون { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } معذبون بهلاك زروعنا { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } حرمنا منفعة زروعنا ويقال محاربون { أَفَرَأَيْتُمُ ٱلْمَآءَ } العذب { ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ } وتسقون دوابكم وجناتكم { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { أَنزَلْتُمُوهُ } الماء العذب { مِنَ ٱلْمُزْنِ } من السحاب عليكم { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ } بل نحن المنزلون عليكم لا أنتم { لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ } يعني الماء العذب { أُجَاجاً } مراماً لحاً زعاقاً { فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ } فلا تشكرون عذوبته فتؤمنوا به { أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ } تقدحون عن كل عود غير العناب وهو الشجر الأحمر { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { أَنشَأْتُمْ } خلقتم { شَجَرَتَهَآ } شجرة النار { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ } الخالقون { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا } هذه النار { تَذْكِرَةً } عظة النار الآخرة { وَمَتَاعاً } منفعة { لِّلْمُقْوِينَ } المسافرين في الأرض القواء وهي القفر الذين فني زادهم { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } فصل باسم ربك العظيم ويقال اذكر توحيد ربك العظيم { فَلاَ أُقْسِمُ } يقول أقسم { بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } بنزول القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام نجوماً نجوماً ولم ينزله جملة واحدة { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } لو تصدقون ويقال فلا أقسم يقول أقسم بمواقع النجوم بمساقط النجوم عند الغداة وإنه والذي ذكرت لقسم عظيم لو تعلمون لو تصدقون { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } شريف حسن { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } في اللوح المحفوظ مكتوب ولهذا كان القسم { لاَّ يَمَسُّهُ } يعني اللوح المحفوظ { إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } من الأحداث والذنوب فهم الملائكة ويقال لا يعمل بالقرآن إلا الموفقون { تَنزِيلٌ } تكليم { مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } على محمد عليه الصلاة والسلام { أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } أي القرآن الذي يقرأ عليكم محمد صلى الله عليه وسلم { أَنتُمْ } يا أهل مكة { مُّدْهِنُونَ } مكذبون أنه ليس كما قال من الجنة والنار والبعث والحساب { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ } تقولون للمطر الذي سقيتم { أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } تقولون سقينا بالنوء الفلاني { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ } الروح { ٱلْحُلْقُومَ } يعني نفس الجسد إلى الحلقوم { وَأَنتُمْ } يا أهل مكة { حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } متى تخرج نفسه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } ملك الموت وأعوانه إلى الميت { مِنكُمْ } من أهله { وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } ملك الموت وأعوانه { فَلَوْلاَ } فهلا { إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } غير ملومين وغير مجازين ومحاسبين { تَرْجِعُونَهَآ } روح الجسد إلى الجسد { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أنكم غير مدينين { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } إلى جنة عدن { فَرَوْحٌ } فراحة لهم في القبر ويقال رحمة إن قرأت بضم الراء { وَرَيْحَانٌ } إذا خرجوا من القبور ويقال رزق { وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } يوم القيامة لا يفنى نعيمها { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } من أهل الجنة فكلهم أصحاب اليمن { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } فسلام لك وأمن لك من أهل الجنة قد سلم الله أمرهم ونجاهم ويقال يسلم عليك أهل الجنة { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ } بالله والرسول والكتاب { ٱلضَّآلِّينَ } عن الإيمان { فَنُزُلٌ } فطعامهم من زقوم وشرابهم { مِّنْ حَمِيمٍ } ماء حار { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } دخولهم في النار { إِنَّ هَـٰذَا } الذي وصفنا لهم { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } حقاً يقيناً كائناً { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } فصل بأمر ربك العظيم ويقال اذكر توحيد ربك العظيم أعظم من كل شيء.