{وَكَذٰلِكَ} هكذا {نُوَلِّي} نترك {بَعْضَ ٱلظَّالِمِينَ} المشركين {بَعْضاً} إلى بعض في الدنيا والآخرة ويقال نولي نملك بعض الظالمين المشركين على بعض {بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} يقولون ويعملون من الشر {يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ} من الإنس محمد عليه الصلاة والسلام وسائر الرسل ومن الجن تسعة نفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولوا إلى قومهم منذرين ويقال كان لهم نبي يسمى يوسف {يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ} يقرؤون عليكم {آيَاتِي} بالأمر والنهي {وَيُنذِرُونَكُمْ} يخافونكم {لِقَآءَ يَوْمِكُمْ} عذاب يومكم {هَـٰذَا قَالُواْ} يعني الجن والإنس {شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا} أنهم قد بلغوا الرسالة وكفرنا بهم قال الله {وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا} ما في الدنيا من الزهرة والنعيم {وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ} في الآخرة {أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} في الدنيا {ذٰلِكَ} إرسال الرسل {أَن لَّمْ يَكُنْ} بأن لم يكن {رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ} أهل القرى {بِظُلْمٍ} بشرك وذنب ويقال بظلم منه {وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} عن الأمر والنهي وتبليغ الرسل {وَلِكُلٍّ} لكل واحد من الجن والإنس {دَرَجَاتٌ} للمؤمنين في الجنة من الإنس والجن ودركات للكافرين في النار {مِّمَّا عَمِلُواْ} بما عملوا من الخير والشر{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ} بساه {عَمَّا يَعْمَلُونَ} من الخير والشر ويقال بتارك عقوبة ما يعملون من المعاصي {وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ} عن إيمانهم {ذُو ٱلرَّحْمَةِ} بتأخيره العذاب لمن آمن به {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} يهلككم يا أهل مكة {وَيَسْتَخْلِفْ} يخلف {مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} قرناً بعد قرن {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ} من العذاب {لآتٍ} لكائن {وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} بفائتين من العذاب يدرككم حيثما كنتم {قُلْ} يا محمد لكفار أهل مكة {يَاقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ} على دينكم في منازلكم بهلاكي {إِنَّي عَامِلٌ} بهلاككم {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ} يعني الجنة {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ} لا يأمن ولا ينجو {ٱلظَّالِمُونَ} المشركون من عذاب الله {وَجَعَلُواْ لِلَّهِ } وصفوا لله {مِمَّا ذَرَأَ} خلق {مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَامِ} الإبل والبقر والسائمة {نَصِيباً} حظاً {فَقَالُواْ هَـٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا} لآلهتنا {فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ} لآلهتهم {فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ} فلا يرجع إلى الذي جعلوه لله {وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ} يرجع {إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ} إلى الذين جعلوا لآلهتهم {سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ} بئس ما يقضون لأنفسهم.