{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني اليهود { حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع وما يكون له ظفر مثل الإبل والبط والأوز وابن الماء والأرنب كان حراماً عليهم { وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ } يعني الثروب وشحم الكليتين { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ } المباعر { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } مثل الألية فهذا ما كان حلالاً عليهم { ذٰلِكَ } الذي حرمنا عليهم { جَزَيْنَاهُم } عاقبناهم { بِبَغْيِهِمْ } بذنبهم حرمنا عليهم { وِإِنَّا لَصَادِقُونَ } فيما قلنا { فَإِن كَذَّبُوكَ } يا محمد بما وصفت لك من التحريم { فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ } على البر والفاجر بتأخير العذاب { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ } عذابه { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ } من الحرث والأنعام ولكن أمر وحرم علينا { كَذٰلِكَ } كما كذبك قومك { كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } رسلهم { حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأْسَنَا } عذابنا { قُلْ } يا محمد { هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ } من بيان على ما تقولون من التحريم { فَتُخْرِجُوهُ } فتظهروه { لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } ما تقولون في تحريم الحرث والأنعام إلا بالظن { وَإِنْ أَنتُمْ } ما أنتم { إَلاَّ تَخْرُصُونَ } تكذبون { قُلْ } يا محمد إن لم تكن لكم حجة على ما تقولون { فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ } الوثيقة { فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ } لدينه { أَجْمَعِينَ قُلْ } يا محمد لهم { هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَـٰذَا } يعني ما تقولون من الحرث والأنعام { فَإِن شَهِدُواْ } بالزور على تحريمها { فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } القرآن { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } يشركون به الأصنام.