{قُلْ} يا محمد لمالك بن عوف وأصحابه {تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} في الكتاب الذي أنزل عليّ {أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} أوله أن لا تشركوا به شيئاً من الأوثان {وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} بَرّاً بهما {وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ} بناتكم {مِّنْ إمْلاَقٍ} مخافة الذل والفقر {نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} يعني أولادكم {وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ} الزنا {مَا ظَهَرَ مِنْهَا} يعني زنا الظاهر {وَمَا بَطَنَ} يعني زنا السر وهي المخالة {وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ} قتلها {إِلاَّ بِٱلْحَقِّ} بالعدل يعني بالقود والرجم والارتداد {ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} بما أمركم في الكتاب {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أمره وتوحيده {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بالحفظ والأرباح {حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} الحلم والرشد والصلاح {وَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ} أتموا الكيل والوزن {بِٱلْقِسْطِ} بالعدل {لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً} عند الكيل والوزن {إِلاَّ وُسْعَهَا} إلا جهدها بالعدل {وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ} فاصدقوا {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ} لو كان على ذي قرابة منكم في الرحم فقولوا عليه الحق والصدق {وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُواْ} يعني أتموا العهد بالله {ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} أمركم به في الكتاب {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} لكي تتعظوا {وَأَنَّ هَـٰذَا} يعني الإسلام {صِرَاطِي مُسْتَقِيماً} قائماً أرضاه {فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ} يعني اليهودية والنصرانية والمجوسية {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} عن دينه {ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} أمركم به في الكتاب {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لكي تتقوا السبل {ثُمَّ آتَيْنَا} أعطينا {مُوسَى ٱلْكِتَابَ} يعني التوراة {تَمَاماً} بالأمر والنهي والوعد والوعيد والثواب والعقاب {عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ} يقول على أحسن حال ويقال على إحسان موسى وتبليغ رسالة ربه {وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ} يقول وبياناً لكل شيء من الحلال والحرام {وَهُدًى} من الضلالة {وَرَحْمَةً} من العذاب لمن آمن به {لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ} بالبعث بعد الموت {يُؤْمِنُونَ} يصدقون {وَهَـٰذَا كِتَابٌ} يعني القرآن {أَنزَلْنَاهُ} أنزلنا به جبريل {مُبَارَكٌ} فيه الرحمة والمغفرة لمن آمن به {فَٱتَّبِعُوهُ} فاتبعوا حلاله وحرامه وأمره ونهيه {وَٱتَّقُواْ} غيره {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لكي ترحموا فلا تعذبوا {أَن تَقُولُوۤاْ} لكي لا تقولوا يا أهل مكة يوم القيامة {إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ} على أهل دينين {مِن قَبْلِنَا} يعني اليهود والنصارى {وَإِن كُنَّا} وقد كنا {عَن دِرَاسَتِهِمْ} عن قراءتهم التوراة والإنجيل {لَغَافِلِينَ} لجاهلين.