التفاسير

< >
عرض

أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ
١٥٧
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
١٥٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
١٥٩
مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
١٦٠
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٦١
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦٢
-الأنعام

تفسير القرآن

{ أَوْ تَقُولُواْ } لكي لا تقولوا يوم القيامة { لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ } كما أنزل على اليهود والنصارى { لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } أسرع منهم إجابة للرسول وأصوب ديناً { فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ } بيان { مِّن رَّبِّكُمْ } يعني الكتاب والرسول { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } لمن آمن به { فَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ على الله { مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن { وَصَدَفَ عَنْهَا } أعرض عنها { سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا } يعرضون عن محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } شدة العذاب { بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } يعرضون عن محمد عليه السلام والقرآن { هَلْ يَنظُرُونَ } هل ينتظروا أهل مكة { إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } عند الموت لقبض أرواحهم { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } يوم القيامة بلا كيف { أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } يعني طلوع الشمس من مغربها { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ } قبل طلوع الشمس من مغربها { لاَ يَنفَعُ نَفْساً } كافرة { إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ } من قبل طلوع الشمس من مغربها { أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَانِهَا خَيْراً } ولم تخلص بإيمانها ولم تعمل خيراً قبل طلوع الشمس من مغربها لأنه لا يقبل ممن كان كافراً إيمان ولا عمل ولا توبة إذا أسلم حين يراها إلا من كان صغيراً يومئذ أو مولوداً بعد ذلك فإنه إن ارتد بعد ما تطلع الشمس من مغربها ثم أسلم قبل منه ومن كان يومئذ مؤمناً مذنباً فتاب من الذنوب قبل منه يقول من كان يومئذ مؤمناً مذنباً فتاب أو صغيراً أو مولوداً بعد ذلك فإنه ينفع إيمانهم وتوبتهم وعملهم { قُلِ } يا محمد لأهل مكة { ٱنتَظِرُوۤاْ } يوم القيامة { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } بكم العذاب يوم القيامة أو قبل يوم القيامة ويقال { قُلِ } يا محمد { ٱنتَظِرُوۤاْ } هلاكي إنا منتظرون لهلاككم { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ } تركوا دينهم ودين آبائهم ويقال إقرارهم يوم الميثاق وإن قرأت فرقوا بتشديد الراء يعني شتتوا دينهم أن اختلفوا في دينهم { وَكَانُواْ شِيَعاً } صاروا فرقا اليهودية والنصرانية والمجوسية { لَّسْتَ مِنْهُمْ } من قتالهم { فِي شَيْءٍ } ثم أمره بعد ذلك بقتالهم ويقال ليس بيدك توبتهم ولا عذابهم { إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ } بذلك { إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم } يخبرهم { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } من الخير والشر { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ } مع التوحيد { فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } بالشرك بالله { فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا } يعني النار { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { قُلْ } يا محمد لأهل مكة واليهود والنصارى { إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ } أكرمني ربي بدينه وأمرني أن أدعو الخلق ويقال بين لي ربي كيف أدعو الخلق { إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً } صدقاً { مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } دين إبراهيم { حَنِيفاً } مسلماً { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { قُلْ } يا محمد { إِنَّ صَلاَتِي } الصلوات الخمس { وَنُسُكِي } ديني وحجتي وذبيحتي وعبادتي { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ } في الدنيا في طاعة الله ورضاه { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الجن و الإنس.