{وَإِن كَانَ كَبُر} عظم {عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} تكذيبهم {فَإِن ٱسْتَطَعْتَ} قدرت {أَن تَبْتَغِيَ} أن تطلب {نَفَقاً} سرباً {فِي ٱلأَرْضِ} فتدخل فيه {أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ} أو سبباً وطريقاً تصعد فيه إلى السماء {فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} يقول تنزل بالآية التي طلبوها فلتفعل {وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ} على التوحيد {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ} بمقدوري عليهم بالكفر {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ} يؤمن ويطيع {ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ} يصدقون ويقال يعقلون الموعظة {وَٱلْمَوْتَىٰ} يعني موتى يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ويقال الموتى القلوب {يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ} بعد الموت {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} في المحشر فيجزيهم بأعمالهم {وَقَالُواْ} يعني كفار مكة حارث بن عامر وأصحابه وأبو جهل بن هشام والوليد بن المغيرة وأمية وأبي ابنا خلف والنضر بن الحارث {لَوْلاَ} هلا {نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ} علامة {مِّن رَّبِّهِ} لنبوته {قُلْ} لهم يا محمد {إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ آيَةً} كما طلبوا {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ما لهم علم بنزولها {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} بين السماء والأرض {إِلاَّ أُمَمٌ} خلق عبيد {أَمْثَالُكُمْ} أي مخلوق أشباهكم في الأكل والجماع يفقه بعضها عن بعض كما يفقه بعضكم عن بعض آية لكم {مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ} ما تركنا من الذي كتبنا في اللوح المحفوظ {مِن شَيْءٍ} شيئاً إلا ذكرناه في القرآن {ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ} يعني الطيور والدواب {يُحْشَرُونَ} مع سائر الخلق يوم القيامة {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بمحمد والقرآن {صُمٌّ} بالقلوب ويقال يتصاممون عن الحق {وَبُكْمٌ} يتباكمون عن الحق والهدى {فِي ٱلظُّلُمَاتِ} أي هم على الكفر {مَن يَشَأَ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ} يمته على الكفر {وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ} يمته {عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} على طريق قائم يرضيه ويقال من يشأ الله يضلله يتركه مخذولاً ومن يشأ يجعله يهده ويوفقه ويثبته على صراط مستقيم على طريق قائم يرضاه وهو الإسلام {قُلْ أَرَأَيْتُكُم} ما تقولون يا أهل مكة {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ} يوم بدر أو يوم أحد أو يوم الأحزاب {أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ} أو يأتيكم العذاب يوم القيامة {أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ} بكشف العذاب {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أجيبوا إن كنتم صادقين أن الأصنام شركاؤه {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ} إليه الذي تدعون أي أنهم لا يدعون غير الله وإنما يدعون الله عز وجل ليكشف عنهم العذاب {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ} تتركون {مَا تُشْرِكُونَ} به من الأصنام فلا تدعونهم.