{وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ} كما أرسلناك إلى قومك {فَأَخَذْنَاهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ} بالخوف بعضهم من بعض والبلايا والشدائد إذ لم يؤمنوا {وَٱلضَّرَّآءِ} الأمراض والأوجاع والجوع {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} لكي يدعوا ويؤمنوا فأكشف عنهم العذاب {فَلَوْلاۤ} فهلا {إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا} عذابنا {تَضَرَّعُواْ} آمنوا {وَلَـٰكِن قَسَتْ} جفت ويبست {قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ} في كفرهم أن حال الدنيا هكذا تكون شدة ثم نعمة {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ} تركوا ما أمروا به في الكتاب {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} من الزهرة والخصب والنعيم {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ} أعجبوا {بِمَآ أُوتُوۤاْ} أعطوا من الزهرة والخصب والنعيم {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} فجأة بالعذاب {فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ} آيسون من كل خير {فَقُطِعَ دَابِرُ} غاية {ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أشركوا أي استؤصلوا بالهلاك {وَٱلْحَمْدُ للَّهِ} قل الحمد لله والشكر لله
{رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ} على استئصالهم {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} ما تقولون يا أهل مكة {إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ} فلم تسمعوا موعظة ولا هدى {وَأَبْصَارَكُمْ} فلم تبصروا الحق {وَخَتَمَ} طبع {عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ} فلم تعقلوا الحق والهدى {مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ} يعني الأصنام {يَأْتِيكُمْ بِهِ} بما أخذ الله منكم {ٱنْظُرْ} يا محمد {كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ} نبين القرآن لهم {ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} يعرضون يكذبون الآيات {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ} يا أهل مكة {إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً} فجأة {أَوْ جَهْرَةً} معاينة {هَلْ يُهْلَكُ} بالعذاب {إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلظَّالِمُونَ} العاصون لما أمروا به ويقال المشركون {وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ} بالجنة لمن آمن به {وَمُنذِرِينَ} من النار لمن كفر {فَمَنْ آمَنَ} بالرسل والكتب {وَأَصْلَحَ} فيما بينه وبين ربه {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} إذا خاف أهل النار {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} إذا حزنوا {وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بمحمد والقرآن {يَمَسُّهُمُ ٱلْعَذَابُ} يصيبهم العذاب {بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} يكفرون بمحمد والقرآن {قُل} يا محمد لأهل مكة {لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ} مفاتيح خزائن {ٱللَّهِ} من النبات والثمار والأمطار والعذاب {وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ} من نزول العذاب {وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} من السماء {إِنْ أَتَّبِعُ} ما أعمل شيئاً ولا أقول {إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ} إلا ما أمرت في القرآن {قُلْ} يا محمد لأهل مكة {هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ} الكافر والمؤمن في الطاعات والثواب {أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} في أمثال القرآن نزلت هذه الآية من قوله {قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ} إلى ههنا في أبي جهل وأصحابه الحارث وعيينة ثم نزل في الموالي.